حزب الله اللبناني يقرر منع عناصره من أداء فريضة الحج لهذا العام
قال مصدر مقرب من “حزب الله” اللبناني، إن الحزب “قرر منع قيادته وعناصره من آداء فريضة الحج لهذا العام، تماشيا مع إحجام الإيرانيين عن المشاركة بموسم الحج الحالي”. يمن مونيتور/بيروت/وكالات
قال مصدر مقرب من “حزب الله” اللبناني، إن الحزب “قرر منع قيادته وعناصره من آداء فريضة الحج لهذا العام، تماشيا مع إحجام الإيرانيين عن المشاركة بموسم الحج الحالي”.
وأضاف المصدر، في تصريح لـ”الأناضول”، مفضلا عدم الكشف عن هويته: إن “الحزب أصدر مؤخرا، قرارا تنظيميا داخليا، منع بموجبه قياداته وكوادره وعناصره من التوجه الى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة حج هذا العام”، مشيرا أن الحزب “أنذر من يخالف القرار بالفصل من كوادره”.
وأوضح أن قرار الحزب جاء “تطبيقا للتكليف الشرعي للولي الفقيه الإمام الخامنئي في إيران، وتماهيا مع قرار طهران، التي أحجمت عن مشاركة مواطنيها في حج هذا العام بسبب خلافات مع القيادة السعودية”.
ولم يستبعد المصدر أن “يكون للقرار أبعادا أمنية مرتبطة بقيادات وكوادر وعناصر حزب الله”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، جدد خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني في وقت سابق اليوم، اتهامه للسعودية بمنع حجاج بلاده من أداء الفريضة هذا العام.
وقال روحاني إن الحکومة السعودیة “تضع العقبات” أمام حجاج بلاده، الأمر الذي تسبب في “منع ارسال الحجاج الایرانیین للأداء مناسك الحج هذا العام”.
وتأتي تصريحات روحاني، وقرار حزب الله، بعد يومين من توجيه علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، هجوما حادا للسعودية، متهما إياها أيضا بمنع حجاج بلاده من أداء الفريضة، وهو ما نفته الرياض مرارا.
وتعد تصريحات كلا من روحاني وخامنئي هجوما “غير مسبوق” على الرياض من أعلى شخصيتين في سدة السلطة بإيران.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن “شجبها واستنكارها” لتصريحات خامنئي، قبل يومين، تجاه السعودية، معتبرة إياه “تحريضا” ومحاولة “لتسييس الحج”.
وبعد ساعات من تلك التصريحات، جدد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي وزير الداخلية، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي “لتسيس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج”.
وقال ولي العهد السعودي إن “المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران “، محذرا من أن “التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً”.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل “آية الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.