ما هو مضمون الحل السياسي للأزمة اليمنية الذي جاء به وزير الخارجية الاميركي؟ ما هو مضمون الحل السياسي للأزمة اليمنية الذي جاء به وزير الخارجية الاميركي؟
الـ bbc هيئة الاذاعة البريطانية كشفت عن تفاصيل الخطة وكان أخطر ما بها انها اعطت ثلث السلطة للحوثي، وجماعة صالح نفس النسبة وكذلك الشرعية لها نفس الحصة، ان كان الحل يعتمد على المعادلات الرياضية فالخطة عادلة، وإن كانت تعتمد على الحسابات السياسية فانها مجحفة بحق الشعب اليمني لما لها من مخاطر كبيرة على الأوضاع الأمنية، فامتلاك الانقلابيين للثلثين سوف يجعل القرارات المصيرية بأيديهم، والشرعية اما ان تقر بالواقع واما تلجأ الى استخدام القوة للتخلص من هيمنة الانقلابيين على السلطة، وما نسمعه من ان الانقلابيين يعارضون الخطة الاميركية ما هو الا مكر لسحب الشرعية لتلك المصيدة وان اطمئنوا لموافقة حكومة عبدالرب منصور دخلوا في مفاوضات حولها، فهذه الخطة قدمت للانقلابيين على طبق من ذهب فمن خلالها يضمنون علو كعبهم في الحياة السياسية.
واشنطن ارتكبت ذنوبا كبيرة في المنطقة ولا تريد ان تتخلص من تبعاتها، نقول “ذنوب” لان الوضع في العراق الذي هو نتيجة للسياسة الاميركية لا يمكن ان يكون سياسية ترفع وتخفض المكاسب والخسائر، ولكنها خطيئة دمرت الأرض ودفنت جزءا من الشعب فيها والجزء الآخر جرفته للخارج، واشنطن وفق الخطة الخاصة في اليمن تريد ان تعيد نفس تجربة العراق في اليمن، ولكن بدون ان يكون لها حضور عسكري مثما كان في العراق، فهذا شيء يعفيها من تقديم التضحيات وتحمل الخسائر، فالوضع مغر لها جدا، اذاً ماذا تريد واشنطن؟ تحويل الصراع الداخلي اليمني إلى عمليات عسكرية لمحاربة الارهاب، او اعلان الدولة الاسلامية في جزيرة العرب، وفق هذا السيناريو سيكون الحليف المحصن من وجود عناصر ارهابية داخله هو جماعات الحوثي لاعتبارات طائفية، وهذا السيناريو مخاطره الامنية على دول الجوار أكبر من المخاطر الموجودة الآن.
دول التحالف العربي عليها قبل اقرار أي حل سياسي في اليمن ان تضمن التخلص من القاعدة وداعش حتى لا نعيد التجربة العراقية في اليمن، الطلب معقد والوضع مقعد، والتعامل مع صعوبات الاوضاع اليوم افضل من التعامل معها تحت مظلة الحل السياسي الاميركي الذي سوف يرشح الصراع لمستوى آخر وشكل آخر، يفتح الباب لخيارات صعبة ابرزها الحرب على الارهاب بعد تمكين الحوثي من السلطة، وهذا الأخير من مصلحته ان يكون طرفا رئيسيا وشرعيا في محاربة الارهاب، فأي حل سياسي لا يسبقه خطة عسكرية للقضاء على الجماعات الارهابية سيكون حلا يراد منه تحويل الازمة الى عدة ازمات وعدة دول.. فالحكومات الخليجية عليها ان تهيئ شعوبها لهذا السيناريو، فحملات التجنيد الارهابي سوف تنشط في منطقتنا بعد تجميع الدواعش في خاصرتنا الجنوبية، فعلى دول الخليج ان تمارس ضغوطها السياسية على جميع اطراف الحل السياسي بما فيهم واشنطن ليكون القضاء على القاعدة وداعش عملا يسبق أي حل سياسي، او ان يكون مقدمة للحل السياسي، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
نقلا عن الرياض السعودية