كيف تؤثر معارك “تحرير تعز” على معادلتي الحرب والسياسة في اليمن؟!
لازال وقع المعارك الدائرة في محافظة تعز وسط البلاد، يلقي بظلاله على المشهد السياسي والعسكري للأزمة اليمنية، ويترقب قادة السياسة والحرب في البلد والاقليم بحذر مآلات المواجهات التي تشهدها المدينة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وجماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
لازال وقع المعارك الدائرة في محافظة تعز وسط البلاد، يلقي بظلاله على المشهد السياسي والعسكري للأزمة اليمنية، ويترقب قادة السياسة والحرب في البلد والاقليم بحذر مآلات المواجهات التي تشهدها المدينة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وجماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى.
ولتعز تأثيرها الخاص والكبير على معادلة الحرب والسياسة في اليمني لما تتمتع به هذه المحافظة من موقع استراتيجي يمكن المسيطر عليها من ادارة مضيق ” باب المندب ” أحد أهم الممرات التجارية الدولية، كما أن تعز تمثل مفصل الجغرافيا اليمنية الذي يربط شمال اليمن بجنوبه ويجعلها خط الدفاع الأول عن المحافظات الجنوبية الخاضعة لسلطة الدولة الشرعية بقيادة الرئيس هادي.
وتتمتع تعز ذات الكثافة السكانية الأبرز بنفوذ اجتماعي وثقافي كبير عبر ابنائها الذين ينتشرون في معظم مناطق اليمن؛ ويمارسون التجارة والسياسة منذ وقت مبكر ناهيك عن مستوى التعليم والوعي المجتمعي الذي يميز ابنائها.
محاولات الاخضاع.. ومعارك التحرير
ومنذ اجتياح الحوثيين وأنصار صالح للعاصمة اليمنية صنعاء اتجهت جحافل الانقلابيين نحو محافظة تعز لإخضاعها لسلطة انقلاب الحادي والعشرين من سبتمبر /أيلول من العام 2014 م، لكن هذه القوات اصطدمت منذ وقت مبكر بمقاومة شعبية شاركت في كل شرائح المجتمع التعزي.
وأطلقت قوات الجيش الوطني بمساندة التحالف العربي أكثر من عملية لرفع الحصار الذي فرض على المدينة على أخرها تلك التي انطلقت مطلع الاسبوع الفائت ونجحت في تأمين المنفذ الغربي للمدينة.
وقال القائد الميداني عبده حمود الصغير قائد الجبهة الغربية إن معركة التحرير وفك الحصار عن مدينة تعز؛ انطلقت من ناحية الضباب حيث تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالجبهة الغربية وبإسناد جوي من السيطرة على ” تبه الكامل وحدائق الصالح والمقابلة والصياحي وكذا جبل هان الاستراتيجي “؛ ثم بدأت المقاومة والجيش بنزع الألغام تمهيدا لفتح الطريق والذي يفك الحصار جزئيا عن المدينة.
وأكد “عبده الصغير” في حديث خاص ل “يمن مونيتور ” أن المعارك تدور لتأمين الخط الرابط بين عدن وتعز عبر التربة؛ مشيرا الى ان المليشيات شنت هجوما ولمدة خمسة أيام متوالية لاستعادة جبل هان الاستراتيجي واجهه تصد كبير من رجال المقاومة وابطال الهجمات حد قوله.
ويضيف “الصغير” بأن المقاومة والجيش الوطني سيطرتا على قرية الدار أسفل جبل الهان؛ وتسعى الى التقدم نحو مدرات القريبة من نقطة السمن والصابون ووادي حنش، موضحا ان الاشتباكات تدور بين المقاومة والجيش من جهة وبين المليشيات من جهة اخرى على مشارف مدرات.
مفتاح عسكري يخنق العاصمة..
ويتركز حول تعز 11 لواء عسكري بكامل عتادها تتبع قوات مولية صالح بالإضافة الى مجاميع كبيرة تابعة لجماعة الحوثيين؛ يعكس أهمية تعز العسكرية بالنسبة ” لصالح والحوثيين ” بحسب مراقبين عسكريين؛ وبتحرير تعز تكون المقاومة والجيش الوطني قد نجحت في قطع شريان الأمداد والتهريب للأسلحة القادم للحوثيين عبر ميناء المخا كما انها تخنق العاصمة اليمنية صنعاء إذا ما تم تحريرها مرورا بإب وذمار.
وبحسب تأكيدات “الصغير ” فان الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة وسواحل المخا غرباً؛ أصبح لا يبعد عن مواقع المقاومة والجيش سوى اقل من 3كيلو مترات؛ مشيرا الى أن شباب المقاومة والجيش يسعون الى استكمال السيطرة الكاملة على منطقة حذران القريبة من الربيعي؛ وحين يتم السيطرة عليها بالكامل سيسهل السيطرة على منطقة الربيعي القريبة من مفرق شرعب الذي سيقطع طريق تعز الحديدة.
وفي الجبهة الشرقية تقدمت قوات المقاومة والجيش في أغلب منطقة ثعبات وموقع المكلكل العسكري الذي اذاق المدينة ويلات من حمم الموت بحسب توضيح “الصغير”، وبات رجال المقاومة والجيش قريبون من تبة السلال التي بتحريرها، يصبح خط الحوبان الرابط بين محافظة اب وتعز تحت نيران افراد المقاومة والجيش الوطني.
رقم صعب في معادلة السياسة..
وكان لتعز باع طويل في مواجهة حكام السلالة في عهد الأئمة كما انها لعبت دورا محوريا في عدد من الثورات والمراحل السياسية علا أبرزها ثورة يناير التي اطاحت بنظام صالح؛ وهو ما دفع تحالف الانقلاب الى رمي جل ثقله نحو معركة تعز على الرغم من كل الخسائر التي منيوا بها في هذا المعركة.
الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري أكد أن اصرار الانقلابيين في اسقاط تعز يأتي من معرفتهم بأن تعز تمثل اهمية استراتيجية خاصة في أي معادلة سياسية يمنية.
وشدد “البكيري “في حديث خاص ل ” يمن مونيتور ” على أن حصار تعز وطرد الانقلابيين منها يعني اننا أمام تحول مركزي سيعيد ترتيب المعادلة السياسية؛ وفقا لنتائج هذه المعركة التي ستكسر المعادلة التاريخية لصالح مشروع الدولة والنظام والقانون.
حراك دولي متأخر!!
رئيس عمليات المجلس العسكري العقيد عبد العزيز المجيدي اعتبر تحرير تعز بوابة النصر والتحرير الذي سينهي تواجد المليشيات الانقلابية في بقية المحافظات؛ مؤكدا أن خسائر الانقلابين في تعز كبيرة ومكلفه حيث فقدوا عناصرهم القيادية والعادية الى درجة فرار افرادهم من جبهات تعز التي يقومون بتعزيزها.
ووصف ” المجيدي ” في حديث خاص ل “يمن مونيتور ” تحرك الخارجية الأمريكية عبر وزيرها ” جون كيري ” بمحاولة الانقاذ للحوثيين؛ وأضاف أن تقدم الجيش والمقاومة في تعز أيقظ دوائر التآمر بقيادة إيران واشراف الولايات المتحدة، لحماية الحوثيين حتى يلعبوا الدور التعطيلي الذي يقوم به حزب الله في لبنان.
لكن “المجيدي ” شدد على حاجة الجيش الوطني الى الأسلحة النوعية من أجل حسم المعركة؛ كالدبابات والعربات المدرعة والمدفعية بمختلف العيارات؛ حتى تكون المعركة متكافئة على مسرح الاعمال القتالية الذي يزداد توسعا كلما تم التقدم الى أطراف المدينة.