كتابات خاصة

هل يستوعب الانتقالي الرسالة؟

 

هل استوعب الانتقالي الرسالة التي قدمتها الجماهير الغاضبة، فيما سمي ( بمليونية عشال) ، ويعود لرشده ليكبح جماح سياسييه وإعلاميه ونشطاءه والمتهورين له والمنتفعين منه، ليوقف المهاترات السياسية، والتهديد والوعيد، والمزيد من التصعيد وشق الصف، في التبرير للجرائم وتمادي البعض في التحدي ليدافع عن المجرمين وانتهاكاتهم، هل يستطيع إيقاف ابواق الاتهام والتحريض والحشد للمزيد من التوتر؟

حان للعقلاء في الانتقالي ان يصوبوا مساره، ويرشدوا خطابه، من خلال البحث بحيادية وعلم عن مكان الخلل والاخفاقات والفشل، ليعالجوا المشكلات لتفاديها باقل الخسائر والسبل ولتجاوز إثارة للشقاق، ليجنبوا عدن والجنوب اليمني المدمنين بالغوص في المشكلات لإدامتها وتصعيدها، لتستمر حالة الاسترزاق والمتاجرة بأوجاع وماسي المواطنين .

تقريبا عشر سنوات كافية لتقييم مسيرة الانتقالي، تقيما حقيقيا، وتصحيح ما يمكن تصحيحه، حتى لا يسقط كما سقط اسلافه، والحقيقة اليوم تعرض الانتقالي لنكبات عليه ان يعيد تقديم نفسه بصورة افضل، ان كان يقدم نفسه ممثلا للقضية الجنوبية، فعليه ان يكون كيانا جنوبيا من عدن للمهرة، بشراكة حقيقية وتدول سلمي لقياداته، وفق مبدأ الديمقراطية و الشراكة السياسية .

هل لدى قيادات الانتقالي الشجاعة في اعادة هيكلة هيئاته؟، بما يتوافق و وحدة الصف الجنوبي، وتقديم فرصة للأخرين ادارة هذا الكيان في تنافس حقيقي ليعرف الشعب من النموذج المستحق ان يمثلهم، هيكلة تصلح تلك الهيئات باستئصال ادوات الفشل والخذلان، بتطهير الكيان من فيروسات المنافع والمصالح، الذين افسدوا مسار القضية، وقدموا انفسهم اوصيا على الجنوب وعدن، وساهموا بخطابهم العفن الذي انبعثت منه روائح الكراهية والعنصرية، واتهام الاخر وتخوينه.

للأسف البعض اساء للانتقالي، واساء للقضية الجنوبية، وحاول ان يجرها لمربع العنف مع الاخر، فوسع الشروخ بين الجنوبين، ودمر النسيج الاجتماعي، ورسخ الصراع بين الجنوبين، واليوم هو نتاج لهذه السياسة، واصبح الجنوبين ينظرون للانتقالي كيان مرتهن وتابع لأجندات العبث بالبلد، ينفذ سياسة جهنمية في ضرب قيم الدولة العادلة والضامنة للحريات والمواطنة.

لم يستوعب الانتقالي التنوع الجنوبي، ولا مبدأ التعدد السياسي والثقافي والاجتماعي، واعتقد انه قادر على ان يفرض نفسه بقوة السلاح على الاخرين، كمظلة على الجميع ان يستظل بها، في نموذج قديم قاومه الناس ويرفضونه، واسقط اسلافه، كما اسقط النظام السابق، وسيقط نظام مماثل.

لم يواكب الانتقالي وعي الناس وتجاربهم المريرة منذ 67م ، واراد ان يفرض عليهم القبول به كما هو لا كما يريدون ان يلبي تطلعاتهم واحلامهم.

قدم الانتقالي نفسه رافد لحركة الانقلاب في الشمال، معتقدا ان الجنوب بيده وعليه ان ينقلب على شركائه في الثور ضد النظام، وانقلب على مخرجات الحوار الوطني الذي اعتبر القضية الجنوبية محور رئيسي من محاوره، وقدم لها فرص كافيه لتحقق اهدافها بعمل سياسي فطن بحيث لا ضرر ولا ضرار.

ما نحن فيه اليوم هو نتاج لفشل سياسي وفشل امني وفشل اداري، لضعف قيادة تمكن منها الفساد والارهاب، واستطاع الخارج يجيرها لخدمة اهدافه.

والله على ما اقول شهيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى