الحوثيون يواصلون تفخيخ مسار السلام ووفدهم التفاوضي يغادر مسقط
يعمل الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح، على تفخيخ مسار السلام في اليمن بوتيرة عالية، من خلال “تصعيد سياسي”، وإجراءات لتشكيل حكومة، في القريب العاجل. يمن مونيتور/ صنعاء / خاص
يعمل الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح، على تفخيخ مسار السلام في اليمن بوتيرة عالية، وإضافة إلى تصعيد عسكري وهجمات صاروخية غير مسبوقة صوب الأراضي السعودية، يتحدث تحالف الحرب الداخلي عن “تصعيد سياسي”، وإجراءات لتشكيل حكومة، في القريب العاجل.
ويرى مراقبون، أن تحالف الحوثي وصالح، يهدف من وراء تصعيد الهجمات الصاروخية صوب الأراضي السعودية واستهداف مناطق مدنية، إلى “ديمومة الحرب”، والقضاء على المساعي الدولية لحل النزاع، وذلك باستفزاز التحالف العربي بقيادة السعودية على الرد على مصادر النيران.
وظهر ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى”، اليوم الأحد، يتحدث أنه “سيتعامل بإيجابية” مع أي مبادرات تقوم على أساس “الوقف الشامل” للحرب، ورفع الحصار، لكنه قدم ذلك الترحيب، بالتأكيد على “تشكيل الحكومة التي يلوحون بها في القريب العاجل”.
لا يقوم الحوثي وصالح بشيء سوى تدليس المجتمع الدولي، وبواسطة عبارات مطاطة ومرحبّة بالمبادرات، سيقومون بزرع المزيد من الألغام التي لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغاضى عنها.
يلوح الحوثيون وصالح، أنهم سيمضون في خطواتهم الأحادية التي يرفضها المجتمع الدولي، وذلك بتشكيل حكومة في القريب العاجل، والإعلان أنهم لن يقومون بتسليم “الصواريخ الباليستية” وأن من يريد انتزاعها سيقوم بانتزاع روحه، ويهددون فوق ذلك بتطوير منظومتهم الصاروخية، التي تدار بواسطة خبرات إيرانية.
ويبدو أن الحوثيين وصالح يرفضون الخطة التي تقدم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لحل النزاع بشكل قطعي، فالترحيب الصادر عن ما يسمى “المجلس السياسي” والمنشور في وكالة سبأ الخاضغة لهم، لم يتطرق لها بشكل نهائي.
وأظهرت قناة “المسيرة” التابعة لهم لقطات من اجتماع عقد في القصر الجمهوري، الذي يسيطرون عليه، وظهر صالح الصماد القيادي الحوثي ورئيس “المجلس السياسي” الذي شكلته الجماعة بالتحالف مع صالح، رافضا بشدة لـ”خطة كيري”.
وقال الصماد في الحديث المتلفز الذي تابعة “يمن مونيتور”، إن “خطة كيري التي تم طرحها في جدة تهدف الى إحجامنا عن اتخاذ خطوات سياسية جديدة تعزز من قوة جبهتنا الداخلية في وجه عدوانهم المستمر”.
وأضاف الصماد أنه: “تم اتخاذ القرار في السير نحو تشكيل وإعلان حكومة وطنية مع إبقاء باب المفاوضات مفتوحاً”، رافضاً بدء أي مشاورات قبل وقف التحالف العربي والجيش اليمني لعملياته وغاراته الجوية.
ومن أجل التهرب من لقاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي من المفترض أن يبدأ بعرض “خطة كيري”على طرفي الأزمة اليمنية، غادر وفد الحوثي، بشكل منفصل سلطنة عمان، بعد جهود كان وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، قد قادها لإقناعهم بالالتقاء بالمبعوث الأممي، بعد رفضهم لذلك سابقا واشتراط أن يكون اللقاء في صنعاء.
وقالت مصادر مقربة من الوفد لـ”يمن مونيتور”، إن وفد الحوثي غادر، اليوم الأحد، بشكل منفصل عن ممثلي صالح، إلى بيروت، مروراً بالعراق.
ولا يُعرف أسباب الزيارة المفاجئة، لكن مصادر سياسية أكدت أن الهدف من ذلك هو التهرب من لقاء “ولد الشيخ”، وإفشال جولته التحضيرية للمشاورات المرتقبة، والتي لم يتحدد مكانها بعد.
وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت قبولها بالخطة الأممية وفق المرجعيات المُعلن عنها، ومن شأن رفض الحوثيين أن يعقد مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي يخوض لقاءات في دول الخليج العربي لدعم ومساندة رؤية تقدم بها “كيري” لإحلال السلام في البلاد.
وكشفت الخارجية الأمريكية، اليوم الأحد، أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن في مرحلتها الأولى التشكيل السريع لحكومة وحدة وطنية جديدة تتقاسم الأطراف السلطة فيها؛ وانسحاب القوات من صنعاء ومناطق أخرى مهمة؛ وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، من الحوثيين إلى طرف ثالث”.
والجمعة الماضية قال “ستيفان دوجاريك”، المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تلقى خارطة طريق تتألف من مجموعة من المبادئ وتفاصيل الجداول الزمنية لإنهاء الأزمة اليمنية.