تقدمت كثيراً من المكان الذي أحس أني سألقى السعادة فيه ..هبت رياحٌ قوية أشعرتني بضعف الأمل.. إنَّها تهب من أمامي وتدفعني إلى الوراء ،و تمنعني من التقدم. تقدمت كثيراً من المكان الذي أحس أني سألقى السعادة فيه ..هبت رياحٌ قوية أشعرتني بضعف الأمل.. إنَّها تهب من أمامي وتدفعني إلى الوراء ،و تمنعني من التقدم.
رياح تريد أن تحبطني عن مواصلة مسيري،لكني تقدمت ولم أعبه بها ،ورفعت يداي إلى السماء داعية الله أن يحقق لي مقصدي الذي ماأتيت إلا لأجله.
واصلت مسيري مع شدة الرياح، وبدأت أرى المكان المراد من قريب.. ذلك المكان الذي يحمل حدائق جميلة وبحيرات وشلالات مياه كثيرة .
فجأة، ومع ارتفاع حرارة الشمس، رفعت وجهي للسماء فإذا بي أرى قطعاً من السحاب، متفرقة في السماء،تريد أن تلتم لتمطر على ذلك المكان الجميل كي تزده جمالاً ورونقاً.
وأنا أحس بالتعب الشديد، تمنيت أن تأتي قطعة من تلك السحاب إلى فوق رأسي كي تقيني شر حرارة الشمس المتعبة.. كنت أسرع عسى أن أصل إلى المكان المُظَل بتلك القطع الجميلة من السحاب المحملة بالأمطار.
كنت مرة أنظر إلى السماء، وتارة أنظر إلى المسافة المتبقية التي لا بد لي أن أقطعها كي أصل إلى السعادة.. تمنيت ألا يراني أحدٌ كي لا يحكم عليّ بالصرع والمرض النفسي.
نظرت إلى اليمين ،ورأيت قلعة شديدة الارتفاع تطل عليها سحابة تبدو حنونة للغاية..وقتها لم أدر مالذي أخذني تجاهها ،فوصلت إلى جانبها وتعذر علي الصعود إلى رأس القلعة حتى رأيت بعض الحفر التي أستطيع من خلالها الصعود إلى قمتها،وفعلاً وصلت قعدت عليها ومددت أرجلي لأستريح وإذا بي أسمع صوتاً جميلاً يتردد من كل الاتجاهات،ويبدو لي أن هذا الصوت يقول كلاماً جميلاً لابد لي من أن أفهمه .
تمعنت كثيراً ففهمت من ذلك (عجباً لأمر البشر عجباً لبني آدم ) كنت أبحث عن مصدر الصوت!
هل هو واحدٌ من ملائكة الرحمن أتى ليبشرني، أم لنذرني بشيئ قريب..السحابة مازالت لم تنقشع من تلك القلعة.
سألتها:هل أنت من يتكلم ؟ قالت: نعم !..وواصلت قائلة :عجباً لأمركم معشر البشر تبحثون عن السعادة والكل يُخيل إليه أنها كامنة في ذلك أو تلك حتى أنتِ خرجت ولم تدركين أن السعادة هي شيئ معنوي وقناعة نفس واستقرار روح
دار كلامها في رأسي برهة،ثم سألتها :كيف ذاك وأين هي السعادة إن كنت مدركة مكان تواجدها ؟! قالت إن” السعادة كامنة، بتقوى الله تعالى والعمل على رضاه.