الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

التنازلات المتبادلة واجبة

فتحي أبو النصر

التنازلات المتبادلة واجبة، لأن اليمن في مأزق تاريخي مفصلي، ما لم فإن الأمور ستخرج بطريقة مدروسة_كما تشير الأحداث وكواليسها_ من يد الإنقلاب ومن يد الشرعية أيضاً. التنازلات المتبادلة واجبة، لأن اليمن في مأزق تاريخي مفصلي، ما لم فإن الأمور ستخرج بطريقة مدروسة_كما تشير الأحداث وكواليسها_ من يد الإنقلاب ومن يد الشرعية أيضا.
ثم إن من يرفض ممكنات الحل السياسي، يؤكد تعامله الاستخفافي مع الوضع الحرج الذي وصلت إليه البلاد.
ففي ظل تعثر الأداء الحكومي، وعدم الإعتراف بسلطة الميليشيا، وتواصل نفوذ أثرياء الحرب داخلياً وخارجياً، ستفرض عصابات تفكيك الدول كلمتها العالية باعتبارها المافيا الدولية المنظمة التي تعمل من أجل تماهي الجميع مع إرادتها، في حين تتسق معها كافة الأطراف الموفقة والمتصارعة بشكل مريب، ربما لأن هذه القوى التفكيكية الغامضة تمتلك عدة أتباع في كل الكيانات المحلية والإقليمية والأممية بلا إستثناء، بل إنها تستمتع باستمتاع تصلب الأطراف النافذة ضد بعضها البعض، وهي إذ تعمل على تكريس الإنهاك المتبادل في الداخل، تنتظر تشكل اللحظة المناسبة للانقضاض الكلي_مع أهم اللاعبين الدوليين_ على مفاصل القرار، وتحقيق تطلعاتها الإستراتيجية التي تدفع ضريبتها الشعوب المغلوبة على أمرها. 
وفي الحالة اليمنية، ما زالت جماعات التطييف والإرهاب والميليشيا واستغلال الدين، شديدة الحساسية تجاه إحلال المصالحة الضامنة والسلام والإستقرار، واستعادة الهيبة المفترضة للدولة، وبدء الإعمار والانعاش الاقتصادي وتحقيق جبر الضرر للضحايا إلخ. 
وإذ تكايد إيران السعودية  في اليمن، تتأجج السعودية  بالاستفزازات وتعاقب اليمن أكثر. 
بينما تستمر اليمن ضحية لعصبوية الحوثي وثأرية صالح، كما لفدرلة هادي ولتيار الإنفصال.. أما خارجياً فهي ضحية لابتزازات الدول الكبرى التي تعرف جيداً كيف توظف الحروب الأهلية والصراعات الناشبة بين السعودية وإيران في المنطقة لصالحها، كما لصالح مافيات التقسيم التي تتوحد معها في صياغة وتحقيق التكتيكات والأجندات المؤدية لإثارة القلاقل وعدم الثقة وفرض الأمر الواقع، عبر استدامة الحروب، ذات الأهمية الجيوسياسية، وكذا مواصلة السطو على ثروات الدول المكتفة اليدين، أطول وقت ممكن.
والحال أن الخطة الأخيرة التي أعلنت عنها أمريكا والسعودية وبريطانيا والإمارات تمثل الفرصة الأخيرة للجميع، مع ضرورة أخذهم في الإعتبار، مجمل تبعات فشل السياسة وفشل الحرب- وما بين الحالتين طبعا كل كوارث ومخاطر إستمرار هذا الوضع المعلق والمشوه واللامسؤول – فضلا عن كل ماتحدثه تبعات الدولة المتشظية والمنهارة أصلاً، خصوصا مع تفاقم مختلف التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية والإدارية والمجتمعية والمؤسساتية والمالية إلخ.
الفرصة الأخيرة لطرفي الانقلاب والشرعية معا.. تنطوي على خارطة طريق، واقعية لابد منها، لتقرير مصير وطن وشعب، يغرقان الآن، بكل فظاعة وقسوة، بينما يحتاجان للانتشال الفوري وللإنقاذ فقط، بعيداً عن المزايدات والرهانات على المجهول.
الفرصة التي لن تقبل مزيداً من المراوغات والمغامرات والتقديرات الحمقاء والمتشنجة والانتحارية التي بلا أفق طبعاً.
أما الطرف الذي سيواصل أوهامه وعنترياته ولامبالاته ويرفضها، سيندم ويتحسر ويبكي على اللبن المسكوب، كما سينال اللعنة الوطنية الخالدة إلى الأبد. !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى