غارات الاحتلال على الحديدة…مزيد من المعاناة للمواطن اليمني
يمن مونيتور/ من افتخار عبده
شنت يوم أمسٍ الأول جماعة الحوثي- بحسب زعمها- هجومًا بالطيران المسير على مدينة تل أبيب ما أدى لمقتل إسرائيلي وإصابة 8 آخرين بالحادثة.
ويوم أمس السبت استهدفت غارات إسرائيلية منشآت لتخزين النفط والغاز، بمحافظة الحديدة غرب اليمن، سقط إثرها قتلى وجرحى من المواطنين العزل.
وذكرت وكالة سبأ التابعة لجماعة الحوثي، أن الغارات الإسرائيلية على مدينة الحديدة طالت منشآت تكرير النفط في ميناء المدينة المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن.
هذه الحادثة فجرت أزمةَ مشتقات حادة؛ إذ تدافعت آلاف المركبات للاصطفاف في طوابير طويلة أمام محطات الوقود منذ الساعات الأولى للغارات في محافظات عدة خاضعة للحوثيين شمالي وغربي اليمن، خوفًا من توسع الأزمة.
كما أن العشرات من محطات الوقود لجأت لإغلاق أبوابها في الوقت الذي سارع ملاك محطات، وغالبيتهم يعملون ضمن الجناح الاقتصادي لمليشيا الحوثي، باستغلال هذه الضربات بإحداث أزمة خانقة والمتاجرة والتكسب من معاناة المواطنين وفتح سوق سوداء لبيع الوقود.
سخطٌ شعبيٌ كبير إزاء ما يحدث اليوم من تآمر إسرائيلي حوثي على حياة المواطنين اليمنيين ومكتسباتهم، واستغلال القضية الفلسطينية فيما يخدم مصلحة الحوثي.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن ما حدث متفقٌ عليه من قبل الحوثي مع إسرائيل لتعلن إسرائيل أنها مستهدفة ويستغل الحوثي هذا في المزيد من استغلال الشعب والزج به لجبهات القتال.
بهذا الشأن يقول الإعلامي مختار الفقيه” على الرغم من تأكيدنا المستمر على إدانتنا الشديدة لما قامت به دولة الكيان الصهيوني الغاصب من قصف لمنشآت مدنية حيوية في بلادنا وإلحاق أضرار بميناء الحديدة… إلا أننا ندرك تماما أن المليشيات الحوثية لا تهتم أبدًا لكل ذلك الدمار والخراب، ما دامت رؤوس قادتها محفوظة، ومخازن السلاح المنهوب والمهرب من إيران آمنه”.
وأضاف الفقيه لـ” يمن مونيتور” لذلك شرعت هذه المليشيات منذ اللحظة الأولى إلى استثمار هذا الاعتداء الغاشم، من خلال محاولة القفز على كل جرائمها السابقة التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني، وسحب الشعب اليمني في مناطق سيطرتها إلى مربع التبعية لها، والانقياد لقراراتها وتحركاتها التي توظفها في الأخير حربًا ضد الشعب اليمني والمناطق المحررة عن سيطرتها ودول الجوار”.
وأردف” كما أنها تحاول حشر اليمنين بين خيارين إما أن يكونوا معهم أو مع الصهيونية -كما يزعمون- والحقيقة أن الشعب اليمني يرى الصهيونية وجرائمها والحوثية وانتهاكاتها بعين واحدة”.
وتابع” المواطن اليمني لا يرى فرقًا بين أن تقتله مسيرات المليشات الحوثية أو طائرات الاحتلال الإسرائيلي فكلاهما أعداء للدين والوطن”.
في السياق ذاته يقول وليد الجبزي(صحافي وناشط سياسي)” لو كانت إسرائيل جادة في تأديب مليشيا الحوثي الإرهابية- حسب زعمها- لما ذهبت لقصف منشآت نفطية مدنية تخدم المواطن الأعزل”.
وأضاف الجبزي لـ” يمن مونيتور” كان الأولى بها استهداف قيادات المليشيات الحوثية الموجودين في صنعاء وصعدة أو استهداف المقرات العسكرية للحوثيين وهي معروفة لديهم؛ إذا كانوا فعلًا قاصدين الحوثيين”.
وأردف” لكن الهدف هو قصف وتدمير ما تبقى من البنية التحتية اليمنية وهذا هو الهدف الحقيقي للحوثي الذي يسعى دائما لإذلال الشعب وإدخاله في دوامة من الفقر والمرارة”.
وتابع” هذا الاستهداف سيزيد من معاناة المواطنين اليمنيين وقد ظهرت المعاناة خلال السعات الأولى لهذا الاستهداف بحدوث أزمة مشتقات وكيف حول الحوثي هذه المحنة إلى منحة له يترزق من خلالها بفتحه للسوق السوداء ورفعه الأسعار”.
وتساءل الجبزي قائلا” لماذا لم تعمل مليشيا الحوثي التى- تدعي أنها تمتلك أسلحة نوعية وصواريخ مجنحة- على إسقاط تلك الطائرات التي استهدفت الحديدة؟ وهذا يؤكد أن تلك المليشيات تحاول المتاجرة بمعاناة اليمنيين وتسويق انتصاراتٍ زائفة هدفها جلب الدمار والخراب لليمن”.
من جهته يقول مانع صالح المهشمي” المستفيد الأول إقليميًا من هذه الغارات إيران كراعية لهذه الأذرع الشيعية في الشرق الأوسط ومحليًا يستفيد الحوثي با الدرجة الأولى كي يتصدر المشهد أمام الرأي العام أنه مع غزة ومناصر للقضية الفلسطينية”.
وأضاف المهشمي لـ” يمن مونيتور” يريد الحوثي أن يصور للمتابع على أن هذه العمليات دمرت إسرائيل وفعلت بها الأفاعيل وساعدت أهل غزة وفلسطين بينما الواقع يقول عكس ذلك”.
وأردف” كل ما عملته طائرة الحوثي في إسرائيل هو كسر زجاج شباك واحدة والمقابل لهذا ميناء حيوي واستراتيجي خسرته اليمن بضربة إسرائيلية دمرت أهم بناته التحتية”.
وتساءل” أين نجاح الحوثي عسكريا مقابل ما تعرضت له اليمن من ضرر كبير باستهداف الميناء؟ أضف إلى ذلك عدم وجود أي أثر لعمليات الحوثي كلها منذ أول عملية في البحر الأحمر إلى آخر عملية بضربه تل أبيب فالقتل بحق أهل غزة مستمر وبوتيرة عالية جدا والحصار لا زال مفروضا والاحتلال والتهجير في غزة على ماهوا”.
وأكد “لم تؤثر عمليات الحوثي بأي شيء على أرض الواقع في حرب غزة.. هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع… الحوثي وأذرع إيران في الشرق الأوسط كل ما فعلوه هو سرقة جهود وتضحيات ونضال أهل غزة وخطف الأنظار عن تسليط الضو على معاناة أهل غرة”.
واختتم” مشروع الحوثي ممول غربيًا كبديل للجماعات السنية التي تمثل روح الإسلام الصحيح والعمليات العسكرية التي تنفذها أذرع إيران ضد إسرائيل لم تغير شيئا في ميزان المعركة وهذا شيء لا ينكره عاقل”.
بدوره يرى أحمد أبو النصر (ناشط سياسي) أن” قصف إسرائيل لمخزون النفط في ميناء الحديدة عمل عدواني لا يمكن تبريره وهو مرفوض ومدان بكل اللغات”.
وأضاف أبو النصر لـ” يمن مونيتور” هذا العمل في الأول والأخير يخدم الحوثي القذر ويزيد من معاناة اليمنيين المتضررين من الحوثي أساسًا ليزيد هذا من معاناتهم أيضا”.
وأكد” الحوثي سعيد جدا بما يحدث ويبدو أنه لن ينام من الفرح وسيعتبر قصف إسرائيل على المدنيين انتصارًا وشهادة نضال له، وهو في الحقيقة مجرد ذيل لإسرائيل وأمريكا ينفذ أجندتهم بحسب ما يأمرون”.