أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

اتهامات ومضايقات.. أن تلتحق الفتاة اليمنية بالإعلام والتمثيل..!

يمن مونيتور/ من مختار شداد

لم تكن تدرك سميرة أن دراستها الإعلام وتمثيلها سيجعلان البيئة القريبة منها، في الحي الذي تسكن فيه، وكثيرًا من زملائها في الجامعة، يتحدثون من وراء ظهرها قصصًا تسيء لسمعتها!

سميرة “اسم مستعار” طالبة جامعية في الإعلام، تعيش في مجتمع يقيد دور المرأة في حدود بيتها، ويحرمها الكثير من الموارد والفرص والعمل خارج البيت، ومن تخالف ذلك تتعرض لمضايقات كثيرة بدءًا من التنمر وصولا إلى التحرش اللفظي والجسدي في الشوارع والأماكن العامة، واطلاق عبارات مخلة بالأدب تلقى بصوت عالي على مسامعهن.

اختارت سميرة دراسة الإعلام، وانخرطت فيما بعد في التمثيل الدرامي وشاركت في مسلسلات رمضانية، رافق مسيرتها مضايقات واتهامات بسبب ذلك، قصة طويلة بدايتها كانت من نساء حارتها، فالكثير منهن” كنّ يحرضن والدتي لمنعي من الاستمرار في دراسة الإعلام، ووصفن لها الإعلاميات بمصطلحات قبيحة تطعن بشرفهن وسمعتهن”

لم تكن تلك العبارات غير الأخلاقية عن سمع سميرة ببعيد، فكل مرة تمشي فيها بالحي الذي تسكن فيه في طريق العودة أو الخروج من منزلها، يتعرض لها الشباب ويتعمدون رفع أصواتهم وإطلاق اتهامات تنتهك الشرف لكي تسمعها سميرة.

“اتهاماتهم تجرحني لكن الشكوى لغير الله مذله”، بمرارة تقول سميرة، وتتابع: “كما أنهم يسعوا خلفي يراقبونني في مشاوري وتنقلاتي”.

وتواصل: “اذا كان تنمر على الشكل أو على اللبس لن يجرحني، لكن الألفاظ التي ينعتوني بها مسيئة جداً” هذا ما تقوله سميرة، فحكايتها لم تنتهي عند هذا الحد على الرغم من محاولات الإضرار بها وتشويه سمعتها بطرق شتى.

 

 إساءة

أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز “محمود البكاري” يُعرف التنمر والإساءة اللفظية بأنه واحدًا من أنواع العنف، يسمى العنف الرمزي أو اللفظي ولا يقل خطورة عن العنف الجسدي أو المادي، “كونه موجه نحو امتهان كرامة الانسان ومشاعره ومن الطبيعي أن يقابل برد فعل عنيف وبالتالي يصبح عنف مولد لعنف يؤدي إلى زعزعة التماسك الاجتماعي”.

ويضيف “البكاري” في حديثه لموقع”يمن مونيتور” قوله: “هناك العديد من الأسباب منها، التأثر بالمسلسلات وألعاب العنف والقدوة السيئة، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة ورفاق السوء، إضافة إلى غياب برامج التوعية عبر مناهج التعليم ووسائل الإعلام”.

 

آثار

تقول الإخصائية النفسية “عزية الحاشدي” بأن التأثيرات النفسية التي ممكن تنعكس على “سميرة” تأثيرات عميقة تتمثل في الدخول بحالة من القلق والخوف وكذلك الإحباط واليأس وضعف الثقة بالنفس، بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب كالامتناع عن الطعام والشراب، والنوم الكثير للهروب من كلام الناس والهروب حتى من نفسها.

تضيف “الحاشدي” في تصريحها لموقع “يمن مونيتور” قولها: “ستمر هذه البنت بضائقة نفسية كالدخول في مراحل الصدمة بتسبب لها تشتت وعدم القدرة على المواجهة وضعف الثقة بالنفس وربما أيضًا حالات انفعالية”

 

حلول

يقترح الدكتور “محمود البكاري” حلولًا لهذه المشكلة، فهي بحسب قوله: “تتنوع بحسب تنوع الجهات التي يفترض أن تقوم بدورها في معالجة هذه الظاهرة ومنها الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام بحيث يقوم المجتمع على ثقافة اجتماعية حديثه تحترم الآخر وخصوصياته سواء كان ذكراً أو أنثى ومن مختلف الأعمار وخاصة في إطار الأسرة والمدرسة”

من الجانب النفسي تؤكد الإخصائية النفسية “عزية الحاشدي” بأن النساء اللاتي تعرضن للتحرش أو التنمر يحتجن إلى استشارات نفسية من قبل أخصائي، باعتباره الوحيد القادر على مساعدتها من خلال الجلسات النفسية بدون الأدوية، بالإضافة إلى عدم الدخول في الجدال مع أحد لأن ذلك قد يقودها إلى مشاكل أخرى مع الأسرة والمجتمع.

وتعتبر “الحاشدي” أن القراءة والاطلاع على الثقافات الأخرى يجعل النساء على دراية أكبر بثقافة المجتمع ليست تلك التي تمتلك القدر الكبير من الوعي “ولما أعرف إنه لا زلنا في مثل هذا الوضع لا تدخل بصدمة وأزمة نفسية، الإدراك للمجتمع والعادات والتقاليد والنظرة المشوهة للبنت والتخصصات، بفهمهم وسيكون لديها قدرة على مواصلة الطريق وعدم الدخول في الأزمة والصدمة النفسية”.

 

**تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى