أول يوم اشترينا فيه حمارا كان أشبه بعيد وطني من الأعياد التي نعيشها في زمن المليشيات.. بهجة تخفت سريعا.. أول يوم اشترينا فيه حمارا كان أشبه بعيد وطني من الأعياد التي نعيشها في زمن المليشيات.. بهجة تخفت سريعا..
كنت أتخيلني كذلك البطل المرسوم في درس الجزرة والحمار..
الحمار يسرع وأنا أخشى السقوط، قيدت أقدامه، تحكمت بزفيف خطاه، كنت كسناتشو جوار الفارس الجوال دون كيخوته..
في الطريق للبئر؛ كنا نتسابق، أو أصحابي يتسابقون، الحمير تركض في مضمار مفتوح، أصوات الحوافر تختلط بلهاث الحمير بأصوات الدباب البلاستيكية بأصواتنا: حي حا..
اعتزلت الذهاب للبئر، برفسة وجهها الحمار لصدري..
بعد سنوات، كان الجيل الذي يلينا قد تمرس باستخدام الحمار، أضاف مهارات جديدة، من بينها التخميسة..
التخميسة هي ذاتها التفحيطة، الحمار تسرع، الراكب فجأة يضع أقدامه بين قدمي الحمار الخلفيتين، تتوقف الحمار، تستدير عكس سرعتها، ويتصاعد الغبار.
مضت سنوات.. يوم أمس تذكرت، شاهدت تقريرا على البي البي سي، التقرير عن سباق حمير في كوتشارو بيتري “أعتقد أنها تكتب هكذا”، جنوب غرب ايطاليا.
المسابقة تتطور في بلدة تجتذب السياح، فاز بالبطولة هذه السنة: دوناتو غاتو، وقد عبر عن سعادته الفائقة وحبه للحمار الذي يعد وجه حياتنا الريفية الجميلة..
شاهدت التقرير برفقة أصحاب، في اليوم التالي كنا نبحث عن تقرير مشابه، مسابقة مشابهة، وبدلاً من ذلك شاهدنا صالح في القصر الجمهوري، المجلس السياسي يؤدي التخميسة، يتسلم علم الدولة من اللجنة الثورية.. كانت بهجة غاتو بفوزه بسباق الحمير ورفعه للكأس أصدق من مرتادي القصر، وهم يرفعون العلم الوطني..
لقد تكدرت الجماهير.. اقلب القناة..
في تعز، جرى تكريم الحمار، تكريم شكلي لمشاركته في كسر الحصار عن تعز..
في الحرب؛ هناك حمير ترتفع وحمير تسقط، آدميون يسقطون إلى أسفل الحمير، والحمير واقفة..