أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

طريقة طهو اللحوم وحفظها قد تكون سببا لمرضك.. كيف ذلك؟

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص

تُعد اللحوم مصدرا مهما لكثير من مصادر الفيتامينات والبروتين الذي يحتاجه جسم الإنسان، لكنها في المقابل يمكن أن تصبح سببا لبعض الأمراض التي تؤثر سلبا على صحتك.

بعض تلك الأمراض يكون مصدرها عدم الطهي الجيد للحوم، أو سوء حفظها والتعامل معها، أو إصابة الحيوان بأمراض تنتقل لاحقا إلى الإنسان بسبب إصابته بميكروبات وطفيليات وغيره خلال فترة حياته.

 

صحة الحيوان وتأثيرها على الإنسان

يصاب الحيوان بالعديد من الأمراض ومن مصادر مختلفة، أحدها تناوله أطعمة ملوثة ببكتيريا ومعادن وغيره، كتلك الموجودة في القمامة.

الحيوانات التي تتغذى على أطعمة ملوثة، يؤكد أطباء أنها تتسبب بإصابة الإنسان بأمراض كالبروسيلا، والفشيولا، والدودة الشريطية، والسل، والسالمونيلا، ويمكن أن تؤدي إلى تضرر الكبد والكلى والإصابة بالسرطان بخاصة إذا كان هناك تركيزات عالية من بعض المعادن التي تضر بالبشر، إضافة إلى التعرض للتسمم الغذائي والتهاب الأمعاء والمعدة.

الدكتور عادل بن محمد المحروقي، طبيب أخصائي طب الأسرة، حذر -في تصريحات صحفية- من داء الكلب، الذي يمكن أن تنقله بعض الحيوانات كالماعز والغنم والبقر والإبل والحمير، وذلك عبر السوائل اللعابية والأغشية العصبية إذا وصلت لجرح مفتوح أو إلى السوائل اللعابية إلى الأنف، أو عن طريق العين، بخلاف العض. مشيرا إلى أن ذلك الفيروس لم يتم إثبات علميا انتقاله عبر اللحم المطبوخ أو شرب حليب الحيوان المصاب به.

وبرغم ذلك ينصح الطبيب المحروقي الإنسان بتجنب تناول لحوم أو ألبان الحيوان المصاب بالفيروس؛ نظرا لخطورته، ومهاجمته الجهاز العصبي المركزي. لافتا إلى أن فترة حضانة البشر لداء الكب تمتد إلى سنة، وغالبا ما تظهر الأعراض خلال شهر إلى 3 أشهر.

وينصح أطباء بيطريون بأهمية فحص الحيوان لدى مختص قبل ذبحه، أو تقييمه بشكل مباشر قبل ذبحه، والتركيز على مدى نشاطه، وفقدانه الشهية، ولونه الشاحب، ولون عينه، وسيلان الأنف، والتأكد من عدم وجود دمامل أو تورم وغيره في أنحاء جسده وتحديدا في الصدر والرقبة، فكلها مؤشرات على إمكانية إصابته ببعض الأمراض.

مخاطر اللحوم غير الناضجة

يُفضل البعض درجة نضج معينة للحوم أثناء الطهي، وبعضها تكون درجة استوائها أقل مما يجب أن تكون، وهناك من يفضل أكل الكبدة أو بعض اللحوم نيئة ولذلك مخاطر عديدة، يحذر منها المختصون.

يؤكد أخصائيو التغذية والباطنية، إمكانية الإصابة بالتسمم الغذائي، في حال تناول اللحوم بتلك الصورة، فضلا عن عدم استفادة الجسم كما يجب من فوائدها إذا لم تكن ناضجة بالشكل الكافي. وبخصوص الكبدة النيئة، فهم يحذرون من البكتيريا والجراثيم الخطيرة التي يمكن أن تكون بها، إضافة إلى احتمال التعرض للتليف والفشل بالكبد، نتيجة لاستقرار دودة الفاشيولا في القنوات المرارية الخاصة بالعضو عند انتقالها إلى جسم الإنسان.

ومن أبرز الأمراض التي قد تنتقل للإنسان عن طريق اللحوم البيضاء أو الحمراء سواء بسبب عدم طهوها جيدا، أو لعدم اتباع سبل النظافة اللازمة، أو لعدم الاحتفاظ بها بشكل جيد سواء قبل أو بعد الطهي، هي السالمونيلا التي تعد من أكثر أسباب مشاكل الجهاز الهضمي، وكذلك الإشريكية القولونية التي قد تسبب إحدى سلالاتها تسمما غذائيا، والمطثية الحاطمة، وكذلك التوكسوبلازما، وداء العطيفة، والليستريا المستوحدة، والمكورات العنقودية الذهبية التي يمكن للحوم المصنعة نقلها للإنسان، حسب موقع “الطبي”.

واللحوم النيئة أيضا أو غير الناضجة بشكل جيد، يمكن أن تنتقل الجراثيم منها إلى الجنين عبر المشيمة إذا تناولتها الأم الحامل، وبالتالي قد يحدث إجهاض أو تشوهات وإعاقة بالجنين.

نصائح تغذية

أخصائي التغذية هيثم الدبعي يذكر أن الحيوان سببا لعديد من الأمراض التي يكون غالبا مصدرها بكتيري أو طفيل أو ديدان، والتي تحصل عادة جراء عدم طهي اللحوم بشكل جيد، بخاصة بسبب افتقار بيئة تربية المواشي في اليمن للنظافة.

ويحث في حديثه لـ”يمن مونيتور”، على الطهي الجيد للطعام في درجة حرارة الغليان، وأن تكون ما بين 62 إلى 73 درجة مئوية، وذلك لتجنب الإصابة بالأمراض الطفيلية والبتكيرية التي قد تكون مصاحبة للحوم.

ومن أبرز أعراض الإصابة بمشكلات صحية سببها عدم الطهو الجيد للحوم، هو الإصابة بالإسهالات الشديدة، وارتفاع درجات الحرارة، والتقيؤ، وسوء الهضم، وفق الدبعي.

وينصح أخصائي التغذية، بأكل كميات قليلة وناضجة من اللحوم، وتجنب كمية الدهون الزائدة التي فيها، وكذلك اختيار طريقة الطهي المناسبة كالشوي أو السلق.

ويفضل –حسب الدبعي- ممارسة الرياضة، بخاصة عند تناول اللحوم بشكل متقارب، لتجنب حصول عسر هضم، وكذلك تجنب النوم بعد الأكل إلا بعد ساعتين.

أما بخصوص مرضى القلب والسكر والدهون المرتفعة والنقرس، فيؤكد أهمية تركيزهم على الكميات أثناء تناولهم اللحوم بخاصة الحمراء، وعدم المبالغة، وتناول الحصص المسموحة فقط.

وبيَّن “بالنسبة للبالغين فلديهم من 3 إلى 4 حصص، بمجموع من 90 إلى 120 جراما باليوم، أما الذين يعانون من الأمراض كالنقرس فتقل الكمية إلى حصتين أي ما يساوي 60 جراما فقط، مع ضرورة اختيار القطع غير الغنية بالدهون.

كما ينصح الدبعي بتناول مشروب الزنجبيل والشاي الأخضر والليمون والنعناع بعد تناول الوجبة الغنية باللحوم -بخاصة الحمراء- بنصف ساعة، مشددا على أهمية المشي السريع لمدة 30 دقيقة أيضا.

ويحث مختصون على عدم الإفراط بتناول كبدة الخروف، كون ذلك يسبب بارتفاع مستوى فيتامين (أ) في الدم، والذي بدوره يؤدي إلى أعراض عديدة، منها مشاكل بالرؤية، والقيئ، والكسور.

كما يؤكدون على أهمية الانتباه أثناء تنظيف أو تقطيع اللحوم وتخصيص أدوات خاصة بها، لتجنب تلوث باقي الأطعمة بالسالمونيلا، وكذلك عدم ترك الطعام المطهو خارج الثلاجة لوقت طويل، والتبريد الجيد للحوم بالمبرد، وغسل اليد جيدا قبل الأكل وتنشيفها، وكذا محاولة شراء اللحوم من مكان نظيف حتى لا تضطر لغسلها في المنزل.

يُذكر أن الماعز والأغنام والأبقار والدواجن، هي أبرز مصادر اللحوم التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه، إضافة إلى الأسماك المتنوعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى