أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

أضاحي العيد.. ما بين غلاء الأسعار وتضاؤل قدرة اليمنيين الشرائية

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص

يشكو المواطنون في تعز (جنوب غرب اليمن) من ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام، وهو ما جعل الكثير منهم غير قادرين على شرائها.

ومع استمرار الحرب والتدهور الاقتصادي في البلاد، تزداد أعداد اليمنيين غير القادرين على شراء أضاحي العيد عاما بعد آخر، بسبب غلاء أسعارها الكبير.

يقول المواطن مروان عبده أحمد إنه منذ بدأت الحرب عام 2015 واضطراره للنزوح مرارا والتخلي عن شغله، لم يقم بشراء أضحية في العيد.

يؤكد في حديثه لموقع “يمن مونيتور” أنه بالكاد يوفر الاحتياجات الضرورية، وإيجار الغرفة الوحيدة التي يعيش فيها مع أسرته المكونة من أربعة أبناء وزوجته.

ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، فقد مئات اليمنيين مصدر دخلهم، وآلاف الموظفين انقطعت رواتهم وقلت قيمتها يوما بعد آخر، مع استمرار تدهور قيمة الريال اليمني أمام سلة العملات الاجنبية.

 

ارتفاع الأسعار

وفي استطلاع مراسل المشاهد لأسواق المواشي في تعز، فقد اتضح أن أسعار الأضاحي هذا العام زادت ما بين 50% إلى 100%.

يأتي ذلك بعد تخطي سعر صرف الدولار الواحد 1800 ريال يمني، واقتراب الريال السعودي من 500 ريال يمني.

محمد الصبري، وهو مواطن سبق وأن قام بتربية الأغنام وبيعها، ويعمل اليوم كدلال (مهنة يحصل مقابلها الشخص على عائد مادي، لمساعدة المشتري على اختيار الأضحية الجيدة) في سوق المواشي، يذكر أن أسعار الأضاحي ترتفع بهذا الشكل بسبب سعر صرف العملات الأجنبية، والغلاء المعيشي الحاصل في اليمن.

وأردف لـ”يمن مونيتور”: الطلب كبير على المواشي المحلية، وهو ما يجعل سعرها يرتفع كثيرا، إلا أنها لا تغطي احتياجات السوق، فضلا عن أن الأضاحي المستوردة هي من تساهم في تخفيض الأسعار بشكل جيد.

وبلغ سعر أقل ثور في تعز أربعة آلاف ريال سعودي (حوالي مليون و900 ألف إذا كان سعر صرف الريال السعودي الواحد 475 ريال يمني)، وذكر الماعز والضأن فأقل سعر يتراوح ما بين 200 ألف ريال إلى 270 ألف ريال، وترتفع تلك الأرقام أكثر كلما اقترب يوم العيد.

وتعد أسعار المواشي المستوردة هي الأفضل نسبيا في الأعياد، لكن كمياتها محدودة في السوق، كون الطلب عليها أقل. إضافة إلى ذلك فإن أغلب الرُعاة في اليمن يفضلون بيع أغنامهم وأثوارهم في المناسبات الموسمية، كون إنتاجهم أيضا قليلا، وليس بكميات اقتصادية.

تقاسم أضحية واحدة

ومع استمرار ارتفاع أسعار الأضاحي، توجهت كثير من الأسر لتقاسم الأضاحي في العيد والتشارك في سعرها.

عبدالرحمن سيف، وهو رجل خمسيني، ذكر أنه يتشارك في أضحية واحدة مع أخيه وأحد جيرانهم، ليستطيعوا شرائها في العيد.

وتابع لـ”يمن مونيتور” كنا في الماضي وقبل الحرب، يشتري كلا منا أضحية تطبيقا لشرع الله، لكننا لم نعد قادرين على ذلك بسبب ارتفاع الأسعار. مشيرا إلى أن غرضهم حاليا هو عدم قطع هذه العادة على أسرهم، وهو ما يضطرهم لتقاسم أضحية واحدة مع الآخرين.

وبحسب سيف، فإن هناك العديد من المواطنين الذين لا يستطيعون شراء الأضاحي، ويفضلون المشاركة في أخذ حصة من ثور، كون كمية اللحوم تكون أكثر وسعرها أرخص من الماعز، والضأن.

 

تلاعب وغياب التنظيم

وبرغم غلاء الأسعار الكبير في الأضاحي، إلا أن هناك أسبابا عديدة -إلى جانب انهيار العملة- تساهم في ارتفاعها.

عمر المخلافي يرى أن أسواق المواشي تفتقر إلى التنظيم والإشراف، الذي يجب أن تقوم به الجهات المعنية، حتى لا يتعرض المواطن للاستغلال.

وأوضح لـ”يمن مونيتور” أن عدم وجود ذلك، يجعل عملية البيع والشراء عشوائية، ولا يكون هناك معايير واضحة لذلك.

وأضاف: يجب أن يخضع السعر للوزن ولا يكون عشوائيا، مشيرا إلى أن سعر بعض الماعز قد يكون وزنه 15 كيلو لكن سعره أعلى من الذي وزنه 20، وهو ما يعرض المواطن للاستغلال والتلاعب من قِبل الدلالين.

ووفقا للمخلافي، فإن المواطن يدفع عقب شرائه الأضحية، مبلغا للدلال يتم الاتفاق عليه حينها، ومبلغا آخر مقابل الحبل الذي على الماشية، وآخر يسمى “عَرصة” يتم دفعه لمالك الأرض الذي قام بتأجيرها لتتم عملية البيع والشراء. وعادة ما تتراوح تلك المبالغ –كلا على حدة- ما بين دولار واحد أو أقل إلى 4 دولار تقريبا.

ويدعو المخلافي الجهات المعنية للقيام بدورها وتنظيم ذلك، حتى تستطيع الأسر شراء الأضحية، وليتم السيطرة على أسعارها.

ويحرص المسلمون في عيد الأضحى على شراء أضحية، لارتباط هذه الشعائر بدينهم، ويدخلوا كذلك البهجة إلى قلوب الأطفال والفقراء، الذين يحصلون على كميات من اللحوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى