بما أن نقطة ضعف اليمنيين تكمن في نسيان يمنيتهم، وتشتتهم المناطقي والقبلي، مع عدم الارتكاز على الديمقراطية والمواطنة المتساوية،تحقيقا للدولة الجمهورية المدنية التي ستنهي جائحة ممارسة الطغيان ونيل الإمتيازات والمصالح غير المشروعة باسم القبيلة والمنطقة والمذهب؛ ستظل نقطة قوة الهاشمية السياسية، تكمن في استذكار ولاية البطنين، والارتكاز التمييزي على عدم الانصهار في الهوية اليمنية والمصالح الجمهورية العليا، من خلال السعي العصبوي الدؤوب لاستغلال العرقية والمذهب، تأكيدا لوهم الإمتيازات الإمامية ، وممارسة جائحة الطغيان باسمها كحق أصيل وطبيعي-كما ترى .
بما أن نقطة ضعف اليمنيين تكمن في نسيان يمنيتهم، وتشتتهم المناطقي والقبلي، مع عدم الارتكاز على الديمقراطية والمواطنة المتساوية،تحقيقا للدولة الجمهورية المدنية التي ستنهي جائحة ممارسة الطغيان ونيل الإمتيازات والمصالح غير المشروعة باسم القبيلة والمنطقة والمذهب؛ ستظل نقطة قوة الهاشمية السياسية، تكمن في استذكار ولاية البطنين، والارتكاز التمييزي على عدم الانصهار في الهوية اليمنية والمصالح الجمهورية العليا، من خلال السعي العصبوي الدؤوب لاستغلال العرقية والمذهب، تأكيدا لوهم الإمتيازات الإمامية ، وممارسة جائحة الطغيان باسمها كحق أصيل وطبيعي-كما ترى .
والحال أن كل تلك التشوهات والانحرافات المكرسة، مازالت تؤجج الصراعات الناشبة من قبل الجميع ضد الجميع، بكل ماتتضمنه من استقواءات واقصاءات، بينما ستظل التعبير الأفظع لكل آثار تقويض المشروع الوطني الجامع ، مالم نصل يوما إلى نقطة الاقتناعات الناضجة بأهمية تحقيق حلول جذرية عبر إنجاز كافة المراجعات والتصويبات والاعترافات بالأخطاء والمصالحات الشاملة التي ستمكننا جميعا من إعادة البناء المسؤول على أسس وطنية عادلة، في دولة سلام يمنية، ذات مفاهيم نهضوية حديثة، لاتستسيغ وعي الغلبة والاستبداد والهمجية أو تبرره إطلاقا ، بقدر ما تصون الحقوق والحريات وتكافؤ الفرص بشكل حضاري ومؤسساتي وقانوني سوي .
وبالتأكيد وحدها من ستكون جالبة للشرف والاعتزاز،لأنها هي فقط من ستحقق سعادتنا الوطنية المفقودة.
لذلك لا تنتظروا حلا من الخمينية والوهابية، للتان تتفقان على تطييف الصراع السياسي والإجتماعي، لأنهما ضد تحقيق الدولة المدنية والمواطنة المتساوية في الدول التي تتصارعان فيهما.
المغفلون فقط، هم الذين ينتظرون حلا قادما من إشكالية مستفحلة كالخمينية والوهابية.
أما قضيتنا فهي يمنية، وليست إيرانية ولاسعودية.
قضيتنا وطنية وليست سنية ولاشيعية..ليست مايفكر به محمد بن سلمان، ولا حسن نصر الله. قضيتنا أن نتحول إلى دولة مؤسسات ،لا أن نزيد انحدارا إلى دولة الميليشيات..أن نحل القضايا العالقة، لا أن نراكم عليها مزيدا من القضايا المستجدة الأشد ثقلا.. قضيتنا أن نحمي البلد والمجتمع من آثار وتداعيات نكبات الخارج وتشظيات الداخل..أن نمتلك إرادة صد حماقة جماعة صنعاء وحماقة جماعة الرياض وحماقة جماعة دبي وحماقة جماعة الضاحية الجنوبية .. قضيتنا أن نتحرك بحس جبر الضرر لا بحس الغنيمة.. أن نتنازل لبعضنا في الداخل بدلا من أن نواصل تنازلنا للخارج ضد بعضنا.. أن لانجعل التباينات الإقليمية تقوض حلمنا الداخلي الجامع.
وبالتالي شئنا أم أبينا فعلينا أن لانتعامل مع الواقع كمأمولات عن بعد أو كانتقاميات عبثية، بقدر مايتطلب هذا الواقع المعقد إدراك الخسائر والمشاق ، مع الأخذ بالإعتبار كل تبعات الوضع المعلق على الأفراد في بيئاتهم المحلية،شمالا وجنوبا، ومايسببه انشطار وضع الدولة وكافة الانهيارات الاقتصادية والأمنية والخدماتية من كوارث لاتحصى.
صدقوني نستطيع معا..وبقليل من المراجعات الشجاعة وحسن النوايا فقط.!
والثابت أن كل من يزعم أحقية احتكار تمثيل الشعب، بدون شرعية تفويضية ديمقراطية مقوننة ، فإن غايته الوحيدة هي الإحتيال على الشعب باسم الشعب،لأن الشعب لايمثله أحد سوى نتيجة الصندوق، وفي أجواء ديمقراطية سليمة.
أما الذين يزعمون بأنهم صوت الشعب، ويحملون السلاح لفرض إرادتهم بالقوة،عوضا عن اعتقادهم بأنهم وكلاء الحقيقة و السماء ، فهؤلاء هم أعداء الشعب، و أعداء الديمقراطية معا.
وأما ما يؤكده التاريخ دائما ،فهو أن كل ميليشيا تتعالى على الدولة وتمحوها،كي تقهر وترضخ المجتمع، وسرعان ما تصبح لعنة كبرى على المجتمع والدولة ، ثم على نفسها أيضا .
فالميليشيا هي الرغبة في اللادولة واللامجتمع معاً.. إنها مزاج الجماعة الأنانية والمغلقة التي تلهث وراء مصلحتها وتكريس عنجهيتها .. فضلاً عن أن من أبسط كوارثها ارتكاب مظالم الحماقات اللامتوقعة باسم الدولة، إضافة إلى الانقسام الحاد والمرعب في المجتمع .
من هنا فإن الميليشيا هي التعطش للتخلف وللقوة بحيث تمثل تجليات التعصب ونوايا اللاعدالة والاستفراد .. وفقاً لذلك أيضاً فإن الميليشيا هي المتسببة الأبرز بالقضاء التام على المواطنة والقانون والمؤسسات، و إيصال الصراع السياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي -في أي مجتمع ودولة- إلى مصاف الحقد الطائفي، وبالتالي فقدان الأمل بفكرة الإنسان الحر، و قيمة السلام، كجوهر للوطن الذي يتعايش فيه الجميع ، بسعادة ، وبدون تمييز .
ولعل كارثة الكوارث هو أن هناك من يؤمنون بمقاتلة كل اليمنيين من غير المنتمين لفكرهم.!
ولا أسوأ بالطبع من سيكولوجية المقهور حين ينتصر وينهزم أخلاقيا فيتحول إلى قاهر.
غير أن الحرب لابد أن تنتهي يوما ما، ولذا ينبغي على كل من ساندوا الميليشيات ضد مجتمعاتهم المحلية، أن يبادروا و يقوموا بالدعوة للمصالحة مع مجتمعاتهم، و إذكاء مشاعر التسامح والإعتراف بالخطأ ، بمايعيد التوازن والوئام والأمان رغم كل الجراح والمواجع التي حدثت بسبب الطيش الذي بدر منهم في لحظات نزقه، وقبل أن تتراكم الأحقاد والثأرات.
وبالضرورة يجب أن يتفق الجميع بشأن ضمان الحرية المذهبية والفكرية وممارسة الشعائر وتحريم فرضها أو منعها بالقوة من أي جهة كانت، فضلا عن وجوب رد الإعتبار لكل من أسُيء إليهم، مع رفض لغة التكفير والتخوين.
فمثل هذه المبادرات الشجاعة والواعية، هي وحدها فقط الممكنة والضامنة لإعادة ترسيخ ثقافة العيش المشترك التي تضررت وضربت في الصميم جراء الإنقلاب والحرب وتداعياتهما.
ولعل المشهد الأخطر في الحروب الأهلية، هو حين لاتستطيع الأطراف المتحاربة، السيطرة على القوات المسلحة المحسوبة عليها، فتبرز فصائل غوغائية، ليس باستطاعتها حسم الحرب، ورغم ذلك هي ضد نوايا السلام، لأنها في حقيقتها ذات قناعات أشد عبثية وفوضوية وحمقا وتطرفا من الحرب نفسها، بل وتنبع من يقينيات طائفية أو أيديولوجية راسخة كعقيدة، فبينما تقتنع كل القوات المتحاربة -على الرغم من اختلافاتها المتعددة طبعا- بعدم جدوى إستمرار الحرب التي انهكت الجميع ، يصر هؤلاء على منزعهم الانشقاقي، معتبرين السلام عارا واستسلاما أو خيانة وكفرا ، وذلك لأنهم ينتمون لأوهامهم فقط، وليس إلى معاناة الشعب الذي اثخنته الحرب وتداعياتها وتكلفتها الكارثية على كافة المستويات .
أما الشعب الذي استمر يؤمن بجمهورية القانون والمواطنة والمدنية والديمقراطية، ذات السلام والسيادة والعدالة والحريات والحقوق والتحديثات والخطط والبناء والشراكة،لأن غايتها تفعيل سلطة المؤسسات وإرادة الخير والتقدم وتنمية الإنسان ، في ظل تنامي المصالح الداخلية والخارجية على أسس وطنية وتكاملية وانتاجية فاضلة : هو ذاته الشعب الذي سيظل يكفر بجمهورية التوريث أو الولاية أو الخلافة أو القبيلة ، ذات الغشم والتمييز والإستلاب والإفساد والتخلف والعنجهية والمزاجية والتفكك والخراب ، لأن غايتها تفعيل سلطة الميليشيات والإرهابيين وإرادة الشرور والخطايا وتدمير الإنسان، في ظل تنامي الولاءات الداخلية والخارجية على أسس استغلالية وافقارية وتفسخية غير وطنية .