اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

بروس ريدل: المجلس السياسي “همجي” يقسّم اليمن والسعودية أمام لحظة حقيقية

كتب بروس ريدل السياسي الأمريكي البارز مقالاً في صحيفة المونيتور الأمريكية يحمل عنوان: ” السعودية تواجه لحظة الحقيقة في اليمن”. واصفاً المجلس السياسي للحوثيين بـ”الهمجّي” الذي يقسم البلاد.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كتب بروس ريدل السياسي الأمريكي البارز مقالاً في صحيفة المونيتور الأمريكية يحمل عنوان: ” السعودية تواجه لحظة الحقيقة في اليمن”. واصفاً المجلس السياسي للحوثيين بـ”الهمجّي” الذي يقسم البلاد.
وقال المقال إن السعودية تواجه: “قراراً حاسماً يجب أن تتخذه في حربها في اليمن. فالعملية السياسية لحلّ الأزمة بين الأحزاب المتنازعة في البلاد تفشل ويجب على الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن يقرّر بين تصعيد الحرب ضدّ تحالف المتمرّدين أو القبول بالأمر الواقع بما في ذلك تقسيم اليمن. قد يختار عدم الاختيار”.
وبروس ريدل هو سياسي أمريكي ومستشار لأربعة رؤساء أمريكيين منذ جورج بوش الأب وحتى اوباما، ويشغل منصب مستشار لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الامن القومي وهو زميل رفيع في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز.
ويقول الكاتب: “تمّ تعليق محادثات السلام بوساطة من الأمم المتحدة في الكويت لشهر على الأقلّ وربما أكثر. على الرغم من أنّ الأمم المتحدة حرصت على ترك الباب مفتوحاً لاستكمال المحادثات، من المستبعد حصول تطوّر سياسي مفاجئ في العملية وفق الشروط المذكورة في قرار مجلس أمن الأمم المتحدة رقم 2216. ويدعو القرار إلى إعادة حكومة عبد ربه منصور هادي إلى السلطة في صنعاء ولكنّ تحالف المتمردين الشيعة (الحوثيين) ومؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح يرفضون ذلك.”
واعتبر بروس ريدل في مقاله الذي ترجمه “يمن مونيتور” أن تشكيل الحوثيين وصالح مجلساً الشهر الماضي لتولّي حكم العاصمة وأغلبية منطقة شمالي اليمن. بكون: “فعلياً يقسّم البلاد إلى شمال وشرق تحت حكم شيعي وجنوب وغرب تحت حكم سني. التقسيم همجي تشوبه مناطق ساخنة وحساسة مثل مدينة تعز حيث لم يتوقّف القتال على الرغم من تراجع العنف هذا الربيع بفضل الحوار في الكويت. طلب تحالف الحوثيين من الأمم المتحدة تشكيل حكومة انتقالية لتحلّ مكان هادي ولكن الحكومة رفضت”.
وقال الكاتب الأمريكي البارز: “دعمت السعودية هادي بتردّد ولم تكُن مستعدّة لممارسة نفوذها على نظامه لإبعاده. ونفوذ السعودية هائل بالطبع لأنها تؤمّن هي وحلفاؤها في الائتلاف مالاً وأسلحة لهادي لإبقاء حكومته الضعيفة في موقع السلطة في عدن. وقد دعم السعوديون هادي كي يحلّ مكان صالح بعد الربيع العربي، وهو محميهم وسيكون التخلّي عنه مخزياً”.
“يعتقد التحالف الذي تقوده السعودية أنّه سيعيد “إشعال” عمليته العسكرية تحت إسم “إعادة الأمل” للتعامل مع الخروقات المستمرة للهدنة الهشة التي رافقت محادثات الأمم المتحدة. كما أنّ الغارات الجوية السعودية ضدّ المتمرّدين تكثّفت”. كما يقول الكاتب.
واستدرك بالقول إنه “ليس واضحاً ما إذا كانت السعودية ترغب في بسط سيطرتها على صنعاء والمدن الشمالية الأخرى وأخذها من المتمردين. وكتب معلّق سعودي أنّ مثل هذه العملية ستحوّل العاصمة إلى “مقبرة” وستغذي كراهية يمنية للسعودية ستمتدّ لأجيال وأجيال. إنّ قوات التحالف قريبة من المداخل الشرقية للعاصمة ولكنّ معركة متنقلة من منزل إلى آخر ستكون دامية ومكلفة وستترك السيطرة للحوثيين في معقلهم التقليدي في شمالي اليمن على الحدود السعودية”.
ويشير إلى أن “الحوثيين يسعون إلى إبقاء المنطقة الحدودية تحت رحمة النار، ما يشكّل خطراً كبيراً على البلدات السعودية الحدودية. يستطيع الحوثيون تصعيد النزاع على الحدود إذا حضّر السعوديون وحلفاؤهم هجمات على صنعاء”.
وقال بروس ريدل في مقاله الذي ترجمه “يمن مونيتور”: “الحرب مكلفة جداً للمملكة. في 2015، كانت السعودية تملك ثالث أكبر ميزانية للدفاع في العالم. ولم تنافسها على ذلك سوى الولايات المتحدة والصين اللتين أنفقتا أموالاً أكثر على جيوشهما. لا شكّ في أنّ نفقات الرياض لا تذهب جميعها لتمويل المغامرة اليمنية ولكن هناك حاجة إلى مبلغ ملحوظ”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كميات كبيرة من الذخيرة والإمدادات الأخرى للمحافظة على استمرارية الحرب. وتنوي السعودية أن تصنّع نصف أسلحتها بنفسها ضمن الخطة الكبيرة لرؤية السعودية 2030 ولكنّ هذه التوقعات غير واقعية لسوء الحظ. فبلاد تضمّ 20 مليون نسمة غير قادرة على المحافظة على ميزانيات الدفاع عند هذا المستوى إلى الأبد، خصوصاً مع تراجع أسعار النفط من جديد.
وتابع: “يمضي الملك رحلة طويلة في طنجة في المغرب. وفي الدقيقة الأخيرة قرّر عدم حضور القمة العربية في موريتانيا التي هي جارة المغرب الشهر الماضي، وذلك لأسباب صحية كما أُفيد. في غياب سلمان، يدير ولي العهد محمد بن نايف الشؤون اليومية.”
ويقول: “كان الخيار الأسهل للسعودية المماطلة وعدم اتخاذ قرار. لن يقبل النظام الملكي بأي حكومة انتقالية ويشدّد على أنّ الحرب منعت الإيرانيين من الاستيلاء على اليمن. بفضل بطاقة إيران، يبقى الدعم الشعبي للحرب قائماً وتسانده جميع دول مجلس التعاون الخليجي. يعظّم دور إيران في اليمن ولكن هذه المسألة لا تعني الملك. فهو قادر على استخدام بطاقة الخطر الإيراني دائماً علماً أنّ طهران ستتورّط في مآزق كافية لتبرير مخاوف السعودية والخليج”.
واختتم بالقول: “تجدر الإشارة إلى أنّ واشنطن كانت مجرّد مراقب للأزمة اليمنية ولكنّ وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لم يضع البلاد على لائحة أولوياته الدبلوماسية. وخلف الكواليس، حاول دبلوماسيون أمريكيون دفع عملية الأمم المتحدة ولكنهم فشلوا. فاليمن ليس أولوية علماً أنّ نصف الشعب اليمني لا يتلقّى غذاء كافياً. يواجه عشرات الآلاف من الأطفال مخاطر. وها هي أغنى دول العالم العربي تقصف أفقر دوله والعالم يتفرّج وينشغل بمسائل أخرى”.
المصدر الرئيس:
Saudi Arabias moment of truth in Yemen
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى