كما كان متوقعاً، فإن المفاوضات التي شهدتها الكويت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بين الأطراف المختلفة في اليمن، لم تفض إلى نتيجة حاسمة لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ نحو عامين وأكثر.
كما كان متوقعاً، فإن المفاوضات التي شهدتها الكويت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بين الأطراف المختلفة في اليمن، لم تفض إلى نتيجة حاسمة لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ نحو عامين وأكثر.
يبدو أن حسابات سياسية داخلية وإقليمية ودولية وراء الفشل في التوقيع على مشروع اتفاق كان أعده المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومفاوضات شاقة استمرت لأكثر من سنة، بدءاً من جنيف وبيال السويسريتين، وانتهاء في الكويت، حيث رفضه الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح مستقويين بالموقف الروسي في مجلس الأمن الذي أفادت أنباء أنه أفشل إصدار بيان الأربعاء الماضي، يحمّل الحوثيين وصالح مسؤولية الإخفاق في التوقيع على الاتفاق.
ومن المقرر أن تعقد جلسة ختامية للمشاورات في الكويت اليوم السبت في حضور الوفدين، حيث يعلن فيها عن عقد جولة أخرى بعد شهر أو أكثر، قد تكون في الكويت أو دولة عربية أخرى، ما يعني أن الآمال بالتوقيع على اتفاقية سلام قريباً قد تبخرت، وسينتظر اليمنيون أشهراً أخرى لمباحثات قد تحمل سلاماً أو تزيد من اشتعال الحرب.
من الواضح أن المواقف لا تزال متباعدة حيال السلام،ومؤخراً زاد الحوثيون وصالح من وتيرة الأزمة المشتعلة أصلاً، بإشهار مجلس سياسي أعلى يكون بديلاً عن اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء عام 2014، وهم بذلك كمن يريدون وضع العصي في دواليب الأزمة وتعقيدها أكثر وأكثر، فقد جرى تشكيل المجلس في الوقت الذي كان يتحدث فيه الجميع عن الاقتراب من حل شامل في الكويت يتم تطبيقه على مرحلتين، الأولى أمنية وعسكرية، والثانية سياسية.
ولا يبدو أن موقف الحوثيين وصالح جاء بدون تنسيق مع روسيا التي أفادت أنباء أنها عطلت مشروع بيان كان من المفترض أن يصدر في ختام جلسة مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، يحدد المتسبب في عدم التوصل إلى حل سياسي، رغم أن موسكو عادت وأكدت أنها تدعم الحل السلمي.
رفع مشاورات الكويت بدون نتائج مفرحة لليمنيين، يعيد الجميع إلى نقطة الصفر من جديد، إذ إن المعارك لا تزال تدور في أكثر من جبهة، وهناك تداخل في سيطرة أطراف الأزمة على الأرض، ما يعني أن الحسم النهائي للمعارك لن يكون سهلاً، وبالتالي فإن استمرارها لن يزيد إلا معاناة الناس، الذين خسروا كل شيء تقريباً.
مشروع الحل السياسي، قد يرى النور في حال اتفق اليمنيون بمختلف مشاربهم السياسية والعسكرية على حل يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره، وقبل كل شيء حياة أبنائه الذين يموتون كل يوم في معارك خاسرة.
نقلا عن الخليج الإماراتية