أهم ما نشرته مراكز الأبحاث والصحافة الأجنبية عن اليمن خلال يوليو(1/3)
أبدت الصحافة ومراكز الدراسات الأجنبية اهتماماً بالشأن اليمني، خلال شهر يوليو/تموز الماضي، وعلاقته بالصراع الدولي إضافة إلى ما يجنيه “السلام” في المستقبل اليمني بفعل الحرب. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
أبدت الصحافة ومراكز الدراسات الأجنبية اهتماماً بالشأن اليمني، خلال شهر يوليو/تموز الماضي، وعلاقته بالصراع الدولي إضافة إلى ما يجنيه “السلام” في المستقبل اليمني بفعل الحرب.
تقدم شبكة “يمن مونيتور” ملفاً لأهم ما تم تداوله خلال الشهر، في ثلاثة أجزاء.
بداية من مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية الأمريكية وهو مركز معني بالدراسات المخابراتية الأمنية ونشر تحليلين اثنين بداية يوليو وفي الثلث الأخير منه.
يحمل التحليل الأول عنوان: “في اليمن، صراعات جديدة تثير تساؤلات مألوفة”. وتوقع المركز إن محاولات إيجاد حل لمشكلة الحرب في البلاد بما في ذلك، محادثات السلام المتوقفة مؤقتاً، سيفعل العوائق ضد إحباط المحاولات الماضية في إنشاء نظام فيدرالي في اليمن. وفي جنوب اليمن فإن زيادة دعوات الانفصال سوف يذكي عدم الاستقرار، بالرغم من كون المقاومة الجنوبية المختصة في ذلك لن تكون قادرة على فصل البلاد.
كما توقع المركز الأمريكي إن اختلاف الرؤى بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي في اليمن أصبح أكثر وضوحا مع تراجع القتال، بين دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم بشكل أكثر وضوحا طموحات جنوب اليمن والمملكة العربية السعودية التي تقوم بدعم القبائل الشمالية.
ويقول التحليل: “من نواح كثيرة، كانت الوحدة السياسية التي حققها اليمن في عام 1990 حالة شاذة. وقد تسبب التنوع الجغرافي المذهل في البلاد في تنوع جماهيري متمثل في قبائل متمايزة إقليميا. تسبب هذا التنوع على حد سواء في إنشاء مجموعة من التسلسلات الهرمية، إضافة إلى تعزيز النضالات التي تهدف للقضاء على هذه التسلسلات في الوقت الذي تتنافس فيه المناطق والقبائل على الموارد والسلطة. على مدى قرون عديدة، أسهمت الديناميات المعقدة بين الشيعة الزيديين والسنة الشافعيين في تقسيم اليمن إلى مناطق شمالية وجنوبية قبل أن يتم توحيد البلاد. اليوم، فإن البلد يتمزق ليس فقط بسبب الاختلافات العرقية والعقائدية ولكن أيضا بسبب الحرب الأهلية التي عصفت به منذ أواخر عام 2014.”
وتابع المركز: “لا الحوثيون، الذين يقودون الآن تمردا ضد قوات التحالف التي تقودها السعودية شمالي اليمن، ولا الحراك الجنوبي الانفصالي قد وافقا على تفاصيل خطة عام 2014، (نتائج الحوار الوطني) والتي تعتقد كلا المجموعتين أنها تتعدى على استقلاليتهما الإقليمية. أهملت الخطة الحديث عن توازن القوى بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات. وبينما كان يجري النقاش حول التفاصيل، فقد تسرع التمرد الحوثي الذي تسبب في الحرب الأهلية التي تعصف باليمن منذ ذلك الحين”.
موعد السلام النهائي في اليمن
ويقول المركز: “ونظرا لأن الخطة لم تعالج بشكل واضح كيفية تقسيم السلطة والموارد بين الحكومات الإقليمية المقترحة، فقد أصبحت طريقة تخصيص هذه الموارد نقطة جوهرية للخلاف. يعتمد الحوثيون على ري المحاصيل المتعطشة للمياه مثل القات. التأكد من تأمين وصول المياه بالقدر الكافي هو أحد أسباب حرص الحوثيين على الحصول على تمثيل أكبر في الحكومة. وقد فاقم الخلاف على توزيع الريع النفطي من المشاكل السياسية في البلاد في الماضي على الرغم من أن اليمن يفتقر إلى الاحتياطات النفطية الكبيرة التي تمتلكها دول مجلس التعاون الخليجي. وعلاوة على ذلك، فقد كان اليمن قد بدأ للتو في جني فوائد تطوير الغاز الطبيعي وتصدير الغاز الطبيعي المسال قبل اندلاع الحرب الأهلية”.
وحمّل التحليل الثاني عنوان: “الموعد النهائي للسلام في اليمن” وقال المركز اتفاق السلام في اليمن بعيد المنال مع إظهار طرفي الصراع المزيد من الإحباط.
وأشار المركز إلى أن القوات الحكومية اليمنية تواجه الآن خيارين اثنين خلال الأسابيع المقبلة، فقد تشن هجوماً للسيطرة على العاصمة صنعاء، والتي هي الآن في قبضة المتمردين الحوثيين وقوات صالح، من شأن ذلك القرار أن يؤدي إلى معارك ضارية مع قوات المتمردين. (على الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة لا تزال جزءا من المعركة، فإنها تركز في المقام الأول على بناء علاقات واستقرار للحالة الأمنية غير المستقرة جنوب اليمن.)
وأضاف ستراتفور: “بدلاً من ذلك، يمكن أن هادي قرر التوصل إلى اتفاق في الكويت الأسبوعين المقبلين، ومن شأن القيام بذلك يعني القبول بأن كل خطوة من عملية التفاوض سيكون بطيئاً وشاقاً. تنفيذ الطلب الرئيسي للحوثيين بمغادرتهم المدن المحتلة وتسليمهم السلاح، على سبيل المثال، يتطلب أولاً إنشاء مجالس حكم مؤقتة”.
وأوضح مؤكداً: “وبغض النظر عما يختار جانب “هادي” فإن النتيجة تتوقف على ما يراه الحوثيين وصالح مقبولاً. وحتى لو تقدم الطرفين بضمانات، فلا ضمانات بأن الفصائل المختلفة على الأرض ستلتزم بقرارهم”.
الرياض أمام مفترق طرق
كتب بروس ريدل السياسي الأمريكي البارز في موقع معهد الحرب القانونية (lawfar) مقالاً يحمل عنوان “المملكة العربية السعودية واليمن على مفترق الطرق”.
وقال: “من غير الواضح أن يضع السعوديون الآن الحرب، نائب ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان (مهندس قرار الحرب السعودي) وعد الرئيس أوباما للتوصل الى حل سياسي للحرب. وزير الخارجية السعودي تحدث عن الحاجة للتوصل إلى تسوية مع الحوثيين. الرياض تحدثت بشكل أقل عن قلقها ازاء علاقات إيران بالحوثيين قبل عام عندما جرى سؤالها عن السبب الرئيسي للتدخل”.
ويتساءل بروس ريدل هل الرياض على استعداد للضغط على هادي من أجل التنحي؟، إذا لم يكن كذلك كيف يمكن للأمم المتحدة الحصول من الحوثيين على السماح له بالعودة؟، توجد لدى المملكة الكثير من أوراقها معلقة على “هادي”، لكن من غير الواضح كيف تريد اللعب بها.
وختم السياسي الأمريكي البارز مقاله بالقول: “ومن المفارقات، أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح والد الوحدة اليمنية الحديثة ووضع البلاد معا في عام 1990. يقع عليه الكثير من اللوم لمعاناة اليمن. فعلى الرغم من أنه كان يجب أن يتنحى قبل خمس سنوات عندما بدأ الربيع العربي، إلا أنه بدلاً من ذلك استمر بالتآمر من أجل الاسمرار بالاحتفاظ بالسلطة. وربما الآن بسبب “صالح” تكلف اليمن مكائد عديدة فحظها قليل كدولة موحدة”.4
حرب التماسيح
وتحدثت لوموند الفرنسية تحت عنوان “ملوك تحت الأنقاض في اليمن” عن الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح والجنرال علي محسن الأحمر الذي كان يعَدّ أقرب المقربين إليه وتربطهما علاقة عائلية.
ووصفت لوموند ما يجري بأنها حرب “التماسيح القديمة”، فالرئيس السابق علي عبد الله صالح والجنرال علي محسن الأحمر حكما اليمن لمدة 33 عاما، وهو رقم قياسي في العالم العربي.
غير أنهما تحولا إلى عدوّين كبيرين منذ أن قرر علي محسن الأحمر التخلي عن صالح عام 2011 ودعم “ثوار الربيع اليمني”.
واعتبرت الصحيفة أن علي عبد صالح وعلي محسن الأحمر يلعبان اليوم دورا أساسيا في الحرب التي تمزق اليمن منذ شهر مارس من العام الماضي، ولا يبدو أن أيا منهما على استعداد للتخلي عن اللعبة قبل الآخر.
وأوضحت الصحيفة أن الجنرال علي محسن الأحمر يحظى بدعم كبير من المملكة العربية السعودية، معتبرة أن المفاوضات الجارية في الكويت إن لم تخرج بنتائج إيجابية واستمرت حال الفوضى، فإن الرياض ستعتمد على الجنرال علي محسن الأحمر وعلاقاته مع زعماء قبائل الشمال اليمني، وهو بذلك سيكون رجل القوي للرياض في هذا البلد.