آراء ومواقف

إذا باع ترامب الناتو

د. ظافر محمد العجمي

في بداية حملته الانتخابية لمنصب رئاسة الولايات المتحدة نظر أغلب المراقبين الأميركيين إلى دونالد ترامب على أنه ليس إلا رجلا يمتلك أدوات يوظفها في الإثارة الرخيصة، ولم يكن لنا من خيار إلا الاعتماد على مدخراتنا من الصبر، ثم ظهر مؤخرا طابور طويل من الصابرين، ليس من أهل الخليج فحسب، في بداية حملته الانتخابية لمنصب رئاسة الولايات المتحدة نظر أغلب المراقبين الأميركيين إلى دونالد ترامب على أنه ليس إلا رجلا يمتلك أدوات يوظفها في الإثارة الرخيصة، ولم يكن لنا من خيار إلا الاعتماد على مدخراتنا من الصبر، ثم ظهر مؤخرا طابور طويل من الصابرين، ليس من أهل الخليج فحسب، بل من الشرق الأوسط وأوروبا وعسكر البنتاغون الأميركي نفسه. ففي تصريحاته لم يكتف ترامب بالقول إنه لن يكون عجولا في الرد على روسيا لو استخدمت سلاحها النووي، بل أظهر تراجعا عن التزامات واشنطن تجاه حلفائها في الناتو حال تعرضهم لهجوم، ووضع 28 دولة تحت مظلة الناتو في حالة ارتباك، فبناء على عقيدة لا ركَّاب بالمجان «NO FREE RIDE» سيضع ترامب شرط مراجعة مصلحة أميركا مع كل دولة على حدة قبل الدفاع عنها، أما الشرط الثاني فهو أن أميركا لن تقدم دعماً عسكرياً لدول الناتو ما لم تسهم تلك الدول بنسبة 2% من ناتجها القومي في ميزانية الحِلف. ومع إهدار ترامب آخر مخزونات القيم الديمقراطية والدفاع الأميركي عن الحرية دون ثمن، تظهر تبعات عدة؛ فتوجه ترامب ينطوي على عواقب عسكرية وسياسية شتى، حيث سيشجع روسيا والصين على القفز في الفراغ المتشكل جراء توجه واشنطن الانعزالي «Americanism Not Globalism»، وحين نتذكر أن إعلان أوباما الاستدارة لآسيا، كان تلميحا جعل بوتين يقفز في القرم وأوكرانيا، فإن تصريحات ترامب تلميح بحجم بعير، وسيسمح بمد روسيا لنفوذها في أوروبا والشرق الأوسط، فبوتين لا يخفي سعيه لتقويض الوحدة الأوروبية، وتفكيك الناتو نكاية بخسارته لحلف وارسو، وانتزاع الانفراد الأميركي في المنطقة، مما يعني انهيار نظام الأمن الذي رعته واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية، لكن الأخطر هو فتح باب التسلح النووي على مصراعيه بعد زوال المظلة النووية الأميركية، جراء تخلي واشنطن عن حلفائها، وعودة الكابوس النووي الإسرائيلي والإيراني.
بالعجمي الفصيح
جدية ترامب في تخليه عن الناتو دفعت أمينه العام «ستولتنبيرغ» إلى التذكير «بوقوف الجنود الأوروبيين والكنديين كتفاً إلى كتف مع الجنود الأميركيين» فهل سيهب ترامب للخليج العربي دون حسابات مكلفة، وهو الذي يفكر في بيع الناتو، مع أن إحدى الدول المهددة أكثر من غيرها بانهيار منظومة الناتو هي سلوفينيا بلد زوجته ميلانيا، فهل يجدي التذكير أن من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس.;
نقلا عن العرب القطرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى