لم يدخل الحوثيون قرية أو منطقة أو مدينة إلا وفجروا منازلها وهجروا أهلها، أول ضحاياهم بعد الإنسان المساجد ودور القرآن الكريم،مع أنهم يرفعون شعار»المسيرة القرآنية»،والصحيح المسيرة التدميرية. لم يدخل الحوثيون قرية أو منطقة أو مدينة إلا وفجروا منازلها وهجروا أهلها، أول ضحاياهم بعد الإنسان المساجد ودور القرآن الكريم،مع أنهم يرفعون شعار»المسيرة القرآنية»،والصحيح المسيرة التدميرية.
يبحثون عن أمريكا التي يزعمون معاداتها في جغرافيا اليمن، ويرون في كل محافظة يجتاحونها بمسلحيهم ولاية أميركية يرفعون فيها أعلامهم ويرددون شعارهم «الصرخة»، فوق أنقاض المنازل والمساجد المدمرة.
في أسوأ حالات اليمنيين وهي الثأر والحروب التي تندلع لأسباب مختلفة، لا يفجرون منازل خصومهم أو يهجرون أسرهم، بل إن العرف القبلي السائد يمنع معاقبة أسرة القاتل بذنبه، لكن الحوثيين يكررون ما فعله أجدادهم باليمنيين حتى إسقاط حكمهم عام 1962.
لليمنيين أخلاق حتى في الحروب أقرب للخطوط الحمراء لا أحد يقربها، لن تجد يمنيا يتفاخر بوضع مادة الديناميت بجوار منزل ثم يفجره، ولن يسمح أحد بانتهاك حرمة المنازل بدخولها وتفتيشها مهما كان المبرر البحث عن مطلوبين، كما يفعل الحوثيون وينتهكون كل المحرمات.
مئات المنازل فجرها الحوثيون في مختلف المحافظات التي دخلوها، بخلاف المساجد والمنشآت الأخرى بعيدا عن ساحات المواجهات، وكل هذا موثق في تقارير المنظمات الحقوقية، بانتظار قدوم يوم الحساب الموعود.
هذه الأعمال ليست من وسائل الانتقام فقط، وإنما هي من صميم عقيدتهم التي يؤمنون بها، ويسيرون على نهج أجدادهم الأئمة منذ قدوم يحيى بن الحسين الرسي مؤسس الهادوية عام 284هـ، التي حكمت اليمن الشمالي حتى ثورة 26 سبتمبر 1962.
وعلى مدى تاريخهم كان الأئمة يستخدمون تفجير المنازل لإرعاب خصومهم، وبث الرعب في قلوب كل من يفكر بالخروج عليهم، ولم يسلم منهم الحجر، بل حتى الشجر، حيث كانوا يقطعون الزرع ويدفنون آبار مياه الشرب.
إنها نظرية «الرعب»، أو «التأثير بالصدمة» المعروفة لدى الشيعة، التي تهدف لإرهاب الخصوم وغيرهم من عواقب تحركهم في أي عمل ضدهم، كحالنا اليوم الذي يستخدمون فيه هذا الأسلوب لتخويف الناس من الالتحاق بالمقاومة، ولم ينجحوا في ذلك رغم إجرامهم الكبير والمستمر، ذلك أن اليمنيين لا يساومون على حريتهم وكرامتهم مهما كان الثمن والتضحيات.
لا يمكن لمن فقد منزله أن يتنازل عنه في الوقت الراهن أو المستقبل، وهو بالكاد بناه من جهده وعمله لسنوات طويلة، ثم يأتي غيره ليفجره دون أي مبرر، إلا الخلاف السياسي الذي محله الحوار والتفاهم وليس العنف والمتفجرات.
هم لا يدركون خطورة ما يفعلون الآن، ربما لأنهم تحت تأثير القوة وغرور التسلط، لكنهم حتما سيدركون ذلك، وسيعرفون عندما تعود الدولة ويبدأ القضاء في استقبال دعاوى المتضررين، ولن يضيع حق وراءه مطالب.
في أقل من أسبوع فجروا أكثر من عشرة منازل بمحافظتي إب وتعز، ومن قبلهما كانت محافظتا صنعاء والجوف على موعد مع نسف المنازل بالديناميت، وجميعها لا علاقة لها بالحرب التي ميادينها مختلفة ومعلومة.
(العرب)