الصراري”.. قصة قرية حولها الحوثيون إلى “كربلاء” يمنية
اختزل الحوثيون اليمن في مجموعة قرى، ومنذ سقوط بلدة “الصراري” الواقعة في محافظة تعز وسط اليمن، فجر اليوم تحت قبضة المقاومة الموالية للحكومة، لم يتوقف الحوثيون عن ذرف الدموع. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
اختزل الحوثيون اليمن في مجموعة قرى، ومنذ سقوط بلدة “الصراري” الواقعة في محافظة تعز وسط اليمن، فجر اليوم تحت قبضة المقاومة الموالية للحكومة، لم يتوقف الحوثيون عن ذرف الدموع.
وتحوي البلدة الريفية التي تضم مجموعة قرى جبلية صغيرة في ريف “صبر الموادم”، جنوبي مدينة تعز، ويقطنها موالون للحوثيين، موقعاً عسكرياً استراتيجياً، أراد الحوثيون عبرها العودة للسيطرة على معسكر “العروس” في قمة جبل صبر، المطل على مدينة تعز، كما تم استخدامها لقصف مناطق المقاومة في مديرية “المسراخ” على الجنوب من تعز.
ومنذ ساعات الصباح الأولى ليوم الثلاثاء، عمد الحوثيون لخلق “كربلاء” يمنية جديدة، فجميع وسائلهم الإعلامية اتفقت على شيء واحد: التطهير العرقي، فيما ذهب قياديو الجماعة لمهاجمة الأمم المتحدة وأمريكا، جراء ما حدث لتلك البلدة التي تعتبر الحاضنة الأولى والوحيدة في محافظة تعز، وسط البلاد.
وقال سليم المغلس، وهو عضو وفد الحوثيين في مشاورات الكويت، إن الصراري “ليست أحجار المنازل والمساجد وليست الكتب والأوراق والاضرحة بل مدرسة فكرية قرآنية تنويرية لم تنته اليوم”.
وذكر المغلس، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، أن الصراري” دخلت مرحلة جديدة عمدت بدماء وتضحيات ابناءها الشرفاء وأبوا الا ان يجسدوا أرقى نموذج في البذل والتضحية والعطاء والفداء لتكون محطة تحول ونقلة نوعية في طريق التنوير والمعرفة والعزة والكرامة.
ويرى مراقبون أن سقوط “الصراري” في أيدي المقاومة، جعل الحوثيين يخرجون عن طورهم، ففيما دعت ما يسمى بـ”اللجنة الثورية” أنصارهم في كافة المحافظات إلى “الخروج في مظاهرات تحت شعار “الصراري يذبحها إرهاب التحالف الأمريكي”، قالت قناة المسيرة إن “ما يحدث في الصراري: إحراق وتهجير وتأجيج للحرب”.
ولم تتوقف القناة عند ذلك، بل وصفت عملية تحريرها بعد معارك استمرت لنحو 10 أيام بأنه “تهجير، وإحراق منازل ومساجد، وتصفية المنطقة من أبنائها، في أكبر وأخطر عملية تطهير تنفذها من وصفتهم بـ”مليشيا الإخوان” داخل اليمن، وداخل محافظة تعز.
وقالت القناة، في مقدمة نشرتها الرئيسية مساء الثلاثاء، “وهل بعد إحراق الصراري، وتهجير أهلها وسكانها إلا تأجيج للحرب، ودفع البلاد نحو محرقة يشبُ نيرانَها إخوانُ الشياطين”.
ولجأ الحوثيون، إلى تداول قائمة أسماء، قالوا إنهم “أسرى في الصراري من أسرة آل الجنيد وبعض المتحوثين، لكن المركز الإعلامي لمقاومة جبل صبر، أكد أن أغلب من وردوا في تلك القائمة” قتلى، وليسوا أسرى”.
ودعت المقاومة في بيان، وصل “يمن مونيتور” نسخة منه إلى “عدم التعامل مع تلك المعلومات الكاذبة، لافتة إلى أن “الهدف من نشرها محاولة إدانة المقاومة كونها شملت قتلى سقطوا في المعارك وليسوا أسرى، كما يزعمون”.
إلى ذلك، أكد محافظ تعز علي المعمري، مساء اليوم الثلاثاء، أن التزام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المحافظة بتجنب الانتهاكات والاعمال الانتقامية ومعالجة جرحى المليشيات الانقلابية يعكس الأخلاق والقيم الانسانية التي يتمثلها رجال الجيش والمقاومة منذ دشنت هذه المليشيات حربها الوحشية ضد محافظة تعز وسكانها قبل نحو عام ونصف.
ووفقا لبلاغ صحفي، وصل “يمن مونيتور” نسخة منه، أشاد المحافظ المعمري بـ”الانضباط الكبير لرجال الجيش والمقاومة بعد دخولهم بلدة “الصراري” التابعة لمديرية صبر جنوبي مدينة تعز، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والمبادرة إلى اسعاف جرحى العناصر الانقلابية الذين سقطوا جراء المعارك الدائرة في المنطقة.
وفي وقت مبكر من فجر الثلاثاء، تمكنت وحدات من الجيش الوطني مسنودة برجال المقاومة الشعبية، من دخول قرى بلدة “الصراري”، معقل الحوثيين في جبل صبر، وتحريرها بعد معارك ضارية أسفرت عن عشرات القتلى والأسرى من الحوثيين، ومقتل أربعة من عناصر الجيش الوطني والمقاومة.
وذكر البلاغ الصادر عن السلطة المحلية، أن “الصراري” تعد واحدة من أبرز معاقل الحوثيين في تعز، الذين حشدوا تعزيراتهم إليها وقاموا بتكديس الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فيها منذ أشهر بهدف مهاجمة معسكر العروس الاستراتيجي واتخاذه موقعا لضرب المدينة واستهداف الأحياء المأهولة بالسكان.
وأشار البلاغ، إلى أن لجنة للوساطة في المنطقة كانت قد تقدمت باستقالتها قبل عشرة أيام موجهة الاتهام للحوثيين بعدم الالتزام باتفاق الصلح الموقع معها والذي كان يهدف إلى تجنيب المنطقة ويلات الحرب والصراع وتسليم الأسلحة المكدسة في المنطقة.