اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

بعد عام على تحريرها.. “عدن” مثلث للموت ومستنقع للقتلة

عام كامل مر على
تحرير مدينة عدن جنوبي اليمن ” من قبضة “الحوثيين وحليفهم صالح “؛ ففي
تموز/ يوليو العام الماضي، ” أعلنت السلطات الشرعية اليمنية استعادتها
لثاني أكبر مدن البلاد ومن ثم اتخاذها عاصمة مؤقته بقرار جمهوري.
يمن مونيتور / وحدة التقارير/ خاص/
عام كامل مر على تحرير مدينة عدن جنوبي اليمن ” من قبضة “الحوثيين وحليفهم صالح “؛ ففي تموز/ يوليو العام الماضي، ” أعلنت السلطات الشرعية اليمنية استعادتها لثاني أكبر مدن البلاد ومن ثم اتخاذها عاصمة مؤقته بقرار جمهوري.
ومنذ ذلك الحين لايزال “ثغر اليمن الباسم ” يعاني من تأثيرات الحرب وارتداداتها على الوضع الأمني والانساني؛ وأضحت المدينة مرتعا للمليشيات المسلحة التي استغلت فترة الحرب وغياب أجهزة الدولة الأمنية.
وطفت على السطح “جماعات ارهابية ” لم تعرفها المدينة ابان سيطرة صالح والحوثيين عليها؛ وطالت أياد خفية عدد كبيرا من قيادات المقاومة والسلطة المحلية بالاغتيال تحت لافتات تحمل اسم “تنظيم الدولة” داعش وغيرها.
عمليات ارهابية بأهداف سياسية!
واستهدفت جل عمليات الاغتيال تلك القيادات السياسية والعسكرية التابعة للسلطة الشرعية او الموالية لها بقيادة الرئيس هادي ما اعتبره مراقبون حربا خفية يشنها الانقلابيون بعد سقوطهم عسكريا في عدن.
وتصاعدت وتيرة تلك الهجمات باستهداف الحكومة الشرعية؛ عندما تمكن مسلحون يتبعون تنظيم الدولة من تنفيذ أعنف هجوم على مقر إقامة رئيس الوزراء، نائب الرئيس اليمني حينها، خالد بحاح، والطاقم الحكومي في فندق القصر وسط المدينة.
وكان لمحافظي عدن النصيب الأكبر من محاولات الاغتيال بداء بقائد مجلس المقاومة نائف البكري الذي عين محافظا لفترة وجيزة ليعين بعدها وزيرا للشباب والرياضة؛ وفي مطلع كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015، افاقت عدن على فاجعة اغتيال اللواء جعفر سعد، مع ثمانية من مرافقيه، في هجوم بسيارة مفخخة استهدفت موكبه.
ويرى الكاتب والباحث السياسي “عزت مصطفى” ان العمليات الارهابية في عدن خاصة تستهدف مسئولي السلطة المحلية لخلق فراغ إداري في العاصمة المؤقتة؛ وكذا عرقلة جهود عودة نشاط مؤسسات الحكومة لأداء عملها من عدن.
ويؤكد “عزت ” في تعليق خاص ل “يمن مونيتور” ان سياق العمليات الارهابية يأتي داعماً للصورة التي يريد انقلاب “الحوثي-صالح ” تكوينها عن المناطق المحررة والعاصمة المؤقتة على وجه الخصوص، كما أن العمليات الارهابية تأتي ضمن حرب استنزاف يديرها الانقلاب وتنفذها العناصر المتطرفة، ما يؤكد ذلك تقديم الدعم ال ” استخباراتي” الذي يسهل تلك العمليات حسب وصفه.
تعدد لآلة الموت والقاتل واحد..
ولم تنجح تغييرات الرئيس هادي التي سلمت هرم السلطة للقياديين البارزين في الحراك الجنوبي، عيدروس الزبيدي، وشلال على شائع، في وقف هذا المد العنيف من الاغتيالات؛ حيث تعرض الرفيقان منذ تسلمهما دفة القيادة إلى أكثر من أربع محاولات اغتيال فاشلة كان اخرها في 15 تموز/يوليو الحالي بمنطقة انماء.
وبعد كل محاولة فاشلة يجدد المحافظ الزبيدي تأكيده على تورط صالح والحوثيين في محاولات اغتياله، وهو ما ذهب اليه الباحث والمحلل العسكري ” العميد/ ثابت حسين” الذي أعتبر أن المحافظ الزبيدي كان محقا عندما وجه أصابع الاتهام عن المحاولات المتكررة باغتياله هو ومدير الأمن على وجه الخصوص؛ إلى ” صالح والحوثيين ” باعتبارهما المستفيد الاول من هذه المحاولات والمحرض والمخطط لها.
ويشدد العميد ” ثابت ” في تعليق خاص ل “يمن مونيتور ” على ان القاعدة وداعش واخواتها ماهي إلا أدوات ووسائل يستخدمها هذا النظام العميق “لصالح ” حيث ما شاء ومتى ما شاء؛ ويدلل على حديثه بعدم تحرك هذه العناصر والجماعات الإرهابية عندما كان ” الانقلابيون ” يسيطرون ويسرحون ويمرحون في عدن ولحج وأبين وغيرها حد قوله.
استنكار لحالة الاضطراب..
وتستمر هذه الاختلالات في ظل اقامة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر مع عدد من افراد حكومته داخل مدينة عدن منذ اسابيع، واستنكر عدد من علماء ودعاة اليمن ما يحدث في محافظتي عدن وحضرموت وغيرهما من المحافظات المحررة من اختلالات واضطراب الأمن، وتعدد المليشيات، وانتشار الاغتيالات التي استهدفت شخصيات في المقاومة ودعاة.
وفي بيان صادر عن أكثر من مائة من علماء ودعاة اليمن في 17-تموز/يوليو الحالي؛ دعا فيه العلماء الرئيس هادي والحكومة والمحافظين والقيادات المحلية بإصلاح هذه الاختلالات والقضاء على كل أنواع الظلم والفساد في المجتمع، والتحقيق في حوادث القتل الخارجة عن نطاق القضاء.
كما دعا البيان إلى قيام الجهات المسؤولة بواجبهم في كف المجرمين الذين يقومون بالاغتيالات وضرب أمن البلد، والإفراج فورا عن المعتقلين خارج نطاق القضاء وعلى رأسهم قادة المجتمع وصلحاؤه ممن عرفوا بخدمة مجتمعهم ونشر الخير؛ بالإضافة إلى إطلاق يد المؤسسات الخيرية وعدم تقييد أنشطتها لتسهم في خدمة المجتمع اليمني وإغاثة شعبه المنكوب بحسب البيان.
الحلول الناجعة لإنهاء الارهاب..
لم تكن “حملة الترحيل القسري التي لاقت ردود فعل غاضبة وأثارت حفيظة الرئاسة اليمنية؛ ونفذتها سلطات المدينة للمئات من أبناء مناطق شمال البلاد حلا ناجعا لعقدة المدينة الامنية بحسب مراقبين.
ويشدد “عزت ” على ان الدعم المقدم للجهاز الأمني في عدن لتطويق الارهاب وحصاره لن يكفي، مالم يسانده بناء جهاز استخباراتي يسهم في منع الارهاب قبل وقوعه، خاصة وأن الجهاز الاستخباراتي الذي كانت تملكه الدولة اختطف من قبل الانقلابيين ويعمل لصالحهم، كما أن الحرب على الارهاب لا يمكن أن تتحقق دون عودة سلطات الدولة الشرعية إلى عملها وانهاء الانقلاب بشكل كامل.
ويقول ” العميد ثابت ” ان الفشل الذريع لمعظم هذه المحاولات الإجرامية المتكررة والمتواصلة منذ هزيمة الانقلابيين؛ يدلل على التحسن الملموس في الوضع الأمني خاصة في عدن ولحج وحضرموت شرقا.
ويؤكد أنه لايزال أمام قيادة محافظة عدن خاصة الكثير من المهام لتشكيل سياج أمني قوى حول عدن وخاصة من اتجاه أبين وتعز؛ وتشديد الإجراءات الأمنية داخل عدن وفي محيطها ورفع اليقظة الأمنية إلى أقصى درجاتها ورفع مستوى التنسيق والدعم من جانب قوات التحالف لقيادة محافظة عدن، وتوحيد كل المسميات الأمنية تحت قيادة مدير أمن عدن والمسميات العسكرية تحت قيادة قائدة المنطقة العسكرية الرابعة ومقرها عدن.
ويشير إلى أن مسؤولية الأمن هي مسؤولية مجتمعية ينبغي أن يكون المواطن المخلص والحريص شريكا فاعلا فيها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى