ليس هذا بالتحالف الأول بين قوى يمنية وأخرى خارجية، فمثله قد شهدت البلد طوال تاريخها تحالفات شبيهة بذلك، وفي عدد كثير كانت النتائج على غير ما تتوقعه الأطراف المنسجمة في حلف واحد، فكانت النتائج تنعكس سلبا عليهم، والسبب في ذلك يعود إلى جهل الطرف الخارجي بخارطة القوى المحلية، وتهميشه لحليفه الداخلي . ليس هذا بالتحالف الأول بين قوى يمنية وأخرى خارجية، فمثله قد شهدت البلد طوال تاريخها تحالفات شبيهة بذلك، وفي عدد كثير كانت النتائج على غير ما تتوقعه الأطراف المنسجمة في حلف واحد، فكانت النتائج تنعكس سلبا عليهم، والسبب في ذلك يعود إلى جهل الطرف الخارجي بخارطة القوى المحلية، وتهميشه لحليفه الداخلي .
في التدخل الأيوبي “السني” تم ضرب الكيانات الاسماعيلية، وكان المستفيد الإمام الزيدي عبدالله بن حمزة الذي سيطر على صنعاء، ولم تستفد الأطراف المحلية التي ظن الأيوبيون أنهم نصروها في تدخلهم.
وعند التدخل المملوكي تم ضرب الدولة الطاهرية السنية، فكان الإمام شرف الدين هو من قطف ثمار انهيار الدولة الطاهرية، بحيث وصل نفوذه بعدها إلى تعز وعدن للمرة الأولى في تاريخ الإمامة الزيدية.
وفي اتفاق صلح دعان 1911م بين الإمام يحيى والأتراك فقد ساعد الأول في القضاء على خصومه ومنافسيه المحليين، وأظهر في الوقت نفسه أن الإمام كان يطمح باعتراف اسطنبول له كزعيم ديني على الزيود، لكنه استغل خروج الاتراك من اليمن بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى، ليسيطر على بقية المناطق التي كانت خاضعة للعثمانيين، لأنه كان المهيأ لذلك لأسباب يطول شرحها..
الشاهد في الأمر إذا كان التفاوض مع الحوثي منفردا كتكتيك لزعزعة التحالف القائم بينه وبين صالح، فهي خطوة ضرورية من وجهة نظري، أما إذا كان الهدف هو تحييد الحوثي والاعتراف له بنفوذ يضمن بقاءه من أجل التفرغ لصالح والقضاء عليه، وتصفية القوة الموجودة معه، وتفكيك تحالفاته الاجتماعية والسياسية، فالخوف أن يخدم ذلك الحوثي كما سبق وخدم من كانوا قبله، وأن يرث تحالفات صالح والمؤتمر .
وهنا علينا ان نتأمل موقف الإمارات الان من اﻹصلاح، فقد كان اضعاف الإصلاح والقوى الاجتماعية في عمران من قبل هادي لمصلحة المليشيات، وما زال حتى اللحظة، وكذلك لن يستفيد من اضعافه في تعز وغيرها سوى جماعة الحوثي، أما بالنسبة للجنوب فالجماعات الجهادية هي الوريث المهيأ لذلك ..
وكذلك إذا وجدت القبائل التي تحالفت مع الحوثي عند دخوله صنعاء، أنه ذهب لتوقيع اتفاقية وعقد صفقة مع المملكة تضمن تحقيق أهدافه بعيدا عن القبائل وضمان مكاسبها، فليس من المستبعد أن تواصل الأخيرة صراعها ووقوفها ضد التحالف والشرعية، بحجة أنها تواجه العدوان، فالتجربة التاريخية للقبائل تشير إلى وقائع واتخاذ مواقف شبيهة بذلك، ومن هنا فإن قصقصة تحالفات الحوثي القبلية هي الأهم والأنسب لكسب الجولة الراهنة من الصراع قبل أي حوار معه..