كتابات خاصة

11 فبراير ثورة ما زالت تقاوم

أحمد ناصر حميدان

مر علينا 11 فبراير 2024م مرور الكرام، بينما لم يكن صباح ذلك اليوم يوم أعلنت الثورة 2011م كمساءه، ولا الناس فيه وقبله كالناس بعده، انه يوم كان له صداه، يوم ان انتفض شباب اليمن ليعلن ثورة تغيير، ومن حينها لم تستقر البلد، وتفجرت معارك عدة في مواجهة تطلعات شعب وجماهير تواقه للإرادة الحُرة، والمواطنة والعدالة والكرامة والرخاء.

11 فبراير 2011م يوم ان استيقظ ضمير الأمة في الركن اليمني للجزيرة العربية، كبركان شعبي احدث هزات هددت عروش الطغاة في الإقليم ومصالهم في اليمن، بركان بدأ من عدن واشتد في صنعاء، وحرك تعز وحضرموت والحديدة، وتجاوب معه كل الشرفاء والمظلومين والمقهورين، وكل مقصي ومهمش، هدد العالم المنافق، و تحركت كل مراكز الاستخبارات، وكل طامع بثروات البلد المنهوبة، كلا تحسس على راسه بيوم الحساب والعقاب، من شعب خرج بالملايين يصرخ ثورة ثورة حتى النصر، يطالب المستبد بالرحيل، فما الذي حدث ؟!!!

الذي حدث ان اليمن كان تحت اعين قوى الاستعمار العالمي، وتحت سيطرة ادواتها في المنطقة والاقليم، هذا الركن اليمني فيه من المقومات البشرية والمادية والمعنوية، فيه من الثروة والموقع الجغرافي، والتنوع الثقافي والفكري والعرقي والمناخي ما يجعله سيد العالم ، مسيطر على ركن مهم في العالم وشريط ساحلي اهم لحركة التجارة العالمية، ولن تسمح تلك القوى لهذا البلد ان ينهض ليهدد مصالحهم الخاصة، فحركت أدواتها الإقليمية والمحلية، وتحركت الالة الإعلامية المنافقة لتعيد حقن المجتمع بالمهدات والمسكرات، لتعيد تموضع الأدوات، لإعادة السيطرة على المشهد، وفجرت في وجه الشعب فخاخ الاختلاف المذهبي والعقائدي، وانعشت روح التناقضات والثأر السياسي وحالة الانتقام، وسلمت البلد لأدواتها الإقليمية لتدمر كل مقوماته، وتصنع من كل ذلك الحماس الغير واعي أدوات التدمير الذاتي، وتغذي صراعات الماضي، فتوزعت الأدوار وتم عسكرة المذهب والقبيلة وعسكرة الحياة وفق معايير لا دولة ولا حياة كريمة، وخرجت النعرات والعصبيات الجاهلية من مخابئها لتعلن عن كل  الكره و الحقد على الدولة وادواتها المدنية، و تحركت لتغزو المدن وتجرف كل الأدوات المدنية، وأدوات التنمية السياسية والاجتماعية، أول ما استهدف الانسان، باهانته والدوس على كرامته بأدوات رثة مجرده من الضمير الأخلاقي والإنساني، ولا يهان الإنسان إلا في معيشته واراتبه، تجويعه وتحويلة لمتسول امام محلات الرعاية والدعم، استهدف التعليم بل دمر في البلد شماله وجنوبه، هو استهداف للنشء، استهداف للمعلم باني المجتمع، واستدفت النقابات ومنظمات المجتمع التي صارت مجرد دوائر في سلطة مرتهنة وتابعة لاستخبارات المستعمر، و تتحرك لتنفيذ العبث لا غير، وما تبقى من فبراير من ثوار التغيير غير بعض الأصوات ، وهي تحت دائرة الاتهام والتخوين، يسمح لها ان تصرخ ببعض الانين، وتقمع اذا شكلت تهديد على المخطط المرسوم بعناية، بأدوات شبعت من اجل ان يجوع الناس، وتربعت سلطة لأجل إهانة كرامة الانسان والوطن ، واصيبت بالتخمة والثراء، لكي يصاب الناس بالمجاعة والفقر والحاجة، يتسولون امام قصور الملوك، ليتسول الناس ما يسد رمقهم من بقايا براميل الزبالة، إنه واقع فرضته علينا القوى المضادة لفبراير، بعد استهدفت كل القوى الثورية، واشترت ذمم البعض، و وظفت كل يمكن توظيفه للمؤامرة.

الثورة فكرة والفكرة لا تموت، ستبقى فبراير تعيش وتحاول ان تفرض نفسها على الواقع، وكل تلك المحاولات التي نشهدها في تسويات ومشاورات يبرهن ان فبراير هي الحل، وان مخرجات الحوار الوطني هي المرجع لأي حل قادم وان طالها بعض التغيير، ستبقى فبراير ثورة شعب ومصير امة، مهما تطاول عليها المغرضون، أمام أهدافها يتحولون لأقزام، ولله في خلقه شئون

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى