نحن بحاجة إلى إرادة يمينة خالصة وضمير وطني بحت للقفز فوق الهوة السحيقه التى ستجرفنا جميعا شمالا وجنوبا ووسطا وغربا إن لم نتدارك أنفسنا أو تتدراكنا عناية السماء. الجنوب المتصدع “تحت هذا العنوان المثير أقام المركز العالمي للأديان والدبلوماسية بالتعاون مع شركاء يمن International center for Religion and & Diplomacy و Partners Yemen فى واشنطن وداخل أروقة أحد مباني الكونجرس الأمريكي، حلقة نقاش للدراسة الاستطلاعية التي قام بها مستبينا آراء شريحة مجتمعية من مناطق ابين ولحج وعدن وشبوة؛ وشملت الدراسة أربعمائة شخص من المستهدفين. ونحن هنا لسنا بصدد التفريغ العلمي لبيانات الدراسة التى هدفت إلى استقصاء الآراء حول التأثير الذي أحدثه الحوار الوطني فى عام 2013 والذى ضم مختلف القوي الوطنية والأحزاب ومكون الشباب والحكومة ورئيس الدولة عبدربه منصور هادي، وكذلك القضية الجنوبية واستقصاء الشريحة المستهدفة حول الانفصال وشكل الدولة المستقبليه اتحادية أو إقليمين أو الدولة الموحدة بشكها الحالي، بل لعرض ملمح خاطف لتلك البيانات والتي قادت إلى الاستخلاصات التألية : %55 من العينه المستهدفة صوتوا لرفض الانفصال،
نصف الشارع الجنوبي يٌعرفون أنفسهم حسب الهوية الدينية، بينما فقط عشرة بالمائة يعرفون أنفسهم بالهوية الجنوبية.
الخارج ممثلا بالامارات والسعودية أكثر تأثيرا من قوى اخرى بما فيها الحراك الجنوبي، تفضيل شريحه كبيرة من المستهدفين بالاستقصاء الانفصال، ومع ذلك أكدت الدارسة على التصدعات الذي قد ينال الجنوب فى حال حصل على الانفصال كنتيجة حتميه للتحديات العديدة المستقبلية والحالية التى تواجهه وأبرزها التعددية فى القيادة والاختلافات البينية فيما بينهم، وغياب الأمن، وعدم تأثير القوى السياسية الموجودة على الساحة.
كما أوضح القائمون على الدراسة أن ثقة الشارع الجنوبي بمنظمات المجتمع المدني أكثر بكثير من القوى التقليدية القديمة، وقد يكون من المفيد الإشارة لغياب الدور الحكومي عبر النشاط الدبلوماسي ومراكز الأبحاث والدراسات الممثلة للحكومة الشرعية والتي من المفترض تواجدها لدعم الرؤية التي تقوض الطرف الانقلابي منوهين لاعتماد الغرب فى بعض سياساتة على الاطلاع على مخرجات هذه المراكز.
ويجدر الإشارة لحضور الفاعلين والناشطين من المجتمع المدني والمنظمات وبعض المراكز الدينية وقد حضر ممثلا عن التكتل اليمني الأمريكي الأعضاء زيد ناجي وسمر ناصر اليافعي ولطيفة علي وسمير جبران ومحمد مجلي وقد قدمت الأخت سمر مداخله قائلة: “أنا ابنة الجنوب واقف مع دولة الوحدة وسؤالي حول حضرموت تعلمون أن مدينة حضرموت منطقه ذات أهمية على المستوي الجغرافي والاقتصادي وأبناء حضرموت مستاؤون من التفجيرات الحاصلة وهناك من يقول بانفصال حضرموت فلماذا لم يتطرق بحثكم ولو بسؤال لعدد معين من أبناء هذه المدينة ، وفى النهاية اشكر لكم هذا الجهد والدراسة الممتازة “وفى ذات السياق عبر زيد ناجي فى مداخلته عن التناقض الوارد فى الدراسه كما رآه قائلاً: هناك تناقض واضح في نتائج الاستطلاع، حيث من جهة بَيّن الاستطلاع أن الجنوبيين لا يثقون بالشخصيات الدينية ولا يريدون دور أكبر للأحزاب الدينية بينما في نفس الوقت معظمهم أجاب بانه يعّرف نفسه بالهوية الدينية، وأن منظمات المجتمع هي الأكثر نيلا لثقة الجنوبيين.
فى نهاية المطاف وكما أشار المركزان من خلال الدراسة المقدمة فى بداية عرضهما أن الوضع فى اليمن أكثر تعقيدا من المشاكل الظاهرة على السطح، وهنا أشير إلى أننا بحاجة إلى إرادة يمينة خالصة وضمير وطني بحت للقفز فوق الهوة السحيقه التى ستجرفنا جميعا شمالا وجنوبا ووسطا وغربا إن لم نتدارك أنفسنا أو تتدراكنا عناية السماء.