صخب دوي المدافع يبدد آمال العودة “للمشاورات اليمنية” (تقرير)
على وقع حرب ساخنة في عدة جبهات يمنية، تكثف الأمم المتحدة من جهودها لإعادة المشاورات اليمنية إلى الكويت في الموعد المحدد الجمعة القادمة (15 يوليو). يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
على وقع حرب ساخنة في عدة جبهات يمنية، تكثف الأمم المتحدة من جهودها لإعادة المشاورات اليمنية إلى الكويت في الموعد المحدد الجمعة القادمة (15 يوليو).
وتدور اشتباكات عنيفة في الجوف وصنعاء و تعز إلى جانب معارك شديدة على الحدود بين المملكة العربية السعودية واليمن في محافظة حجة.
ففي مديرية نهم شرقي صنعاء أعلنت المقاومة الشعبية اليمنية السيطرة على جبل “القرن” الاستراتيجي في ساعة متأخرة مساء أمس الاثنين.
وقال عبدالله الشندقي المتحدث باسم المقاومة إن 28 من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق قتلوا في صد هجومهم على مواقع المقاومة الشعبية اعقبه سيطرتهم على موقع جبل القرن فيما دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من جبل “بام”.
ونقلت صحيفة الحياة السعودية عن مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية أنه سيتم الإعلان خلال أقل من شهر عن ساعة الصفر، لاستعادة صنعاء من الحوثيين، لافتا إلى حدوث خلافات بين الحوثيين وصالح من جهة وبين صالح وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي التابع له من جهة أخرى، عقب زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي لمحافظة مأرب.
وأوضح المصدر في اتصال مع صحيفة «الحياة» أن قيادات في “حزب صالح” اعتبرت زيارة هادي لمأرب انتصاراً للحكومة الشرعية، وإشارة إلى بسط نفوذها على المحافظة.
وأضاف أن الخلافات بين علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي في تزايد، خصوصاً بعد التصريحات المتكررة التي يطلقها صالح، التي يرى الحوثيون أنها لا تخدم قضيتهم في” شرعنة الانقلاب وبسط نفوذهم وفق الأساليب التي يتبعونها”.
وفي الجوف قالت مصادر في المقاومة لـ”يمن مونيتور”، إن قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وحليفهم من قوات “صالح” سقطوا اليوم الثلاثاء في مواجهات عنيفة في المحافظة الواقعة شمالي شرق صنعاء.
وأوضحت المصادر أن المواجهات اندلعت صباح اليوم إثر هجوم شنه الحوثيون على مواقع للجيش الوطني والمقاومة في “جبال حام” و”صفر الحنية” بمديريتي المتون والمصلوب بالجوف. مشيرةً إلى أن خصومهم تلقوا ضربات موجعة.
وقالت المصادر إن غارة للتحالف دمرت دورية للحوثيين محملة بالذخائر غربي معسكر حام الأعلى.
وفي محافظة حجة شمالي شرق البلاد على الحدود اليمنية السعودية قال مصدر عسكري إن ثلاثين من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق قتلوا وأصيب عشرات آخرون خلال معارك اندلعت في مدينة حرض.
وقال المصدر، في تصريح له، إن القوات الحكومية تصدت لهجمات عنيفة شنتها قوات الحوثيين و”صالح” على مواقع تسيطر عليها في محيط منفذ “الوديعة” الحدودي، وشنت هجوما مضادا وتمكنت بعد معارك عنيفة من التقدم والسيطرة على مواقع جديدة للحوثيين، مشيرا إلى أن المعارك استمرت عدة ساعات وأسفرت عن مقتل ثلاثين من عناصر الحوثيين وإصابة العشرات، وتدمير آليات عسكرية تابعة لها.
وسقط قتلى وجرحى حوثيون، مع إحراق ثلاث دوريات لهم بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، وسط اليمن.
وقال العقيد الركن منصور الحساني، الناطق باسم الجيش الوطني في تعز، اليوم الثلاثاء، إن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهة الشرقية لعاصمة المحافظة، مشيراً إلى أن” الحوثيين يحاولون الرد من خلال استهداف المدينة ومواقع الجيش والمقاومة في الجبهتين الشرقية والشمالية بنيران الأسلحة الثقيلة”.
وأضاف: “إذا حاول الحوثيون التقدم فالأبطال في أتم الجاهزية والاستعداد لقتالهم وصدهم وإعادتهم جنائز”- حسب قوله.
مسار المشاورات
وعلى وقع دوي المدافع عاد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى منطقة الخليج العربي في محاولة لإعادة جلسات المشاورات اليمنية التي رفعت نهاية شهر رمضان المبارك من أجل العودة يوم 15 يوليو الجاري، وخلال المشاورات الماضية لم يتم التوصل إلى أي اتفاق رغم مضي 75 يوماً على بدئها.
وعقب لقاء ولد الشيخ بأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني التقى “ولد الشيخ” الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الثلاثاء، وقال هادي خلال اللقاء إن حكومته لم تجنِ من مشاورات السلام بالكويت التي استمرت أكثر من شهرين، إلا السراب.
وأضاف هادي، “منذ الذهاب إلى مشاورات السلام والالتزام بما يتطلب من قبلنا الا أننا لم نحصد إلا سراب من قبل المليشيا الانقلابية التي لا يهمها إلا وقف الغارات الجوية لكي تستمر في عدوانها على الأبرياء والعزل وقتل الأسر والأطفال كما حدث صبيحة العيد في مأرب ومواصلة حصار المدن في تعز وغيرها”، حد تعبيره
وحسب وكالة “سبأ” الرسمية، فقد أشار الرئيس إلى أن أسس ومرجعيات السلام واضحة ومحدده المتمثلة في القرار الاممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني”، مرحباً بـ”أي جهود في هذا الإطار دون المماطلة أو الالتفاف أو تسويف.”
وكان هادي هدد، الأحد الماضي، بمقاطعة الجولة القادمة من مشاورات السلام اليمنية بالكويت، متهماً الأمم المتحدة بـ”ممارسة ضغوط على وفد بلاده للقبول بحكومة شراكة مع الحوثيين”، قبل تنفيذ القرار 2216 القاضي بانسحابهم من المدن وتسليم السلاح وعودة الشرعية إلى العاصمة.
وحسب تصريحات لمسؤولين في الرئاسة اليمنية فإن زيارة هادي إلى مارب جاءت بعد ضغوط وتحرّكات غير معلنة من قبل الأمم المتحدة على الجانب الحكومي، تضمّنت التلويح بموقف عبر مجلس الأمن. وهو ما دفع هادي إلى إطلاق تهديده بعدم العودة للمشاورات، فيما يحاول ولد الشيخ، ومن خلال لقاءاته في الرياض، التفاهم مع الجانب الحكومي على أبرز نقاط الخلاف، بما من شأنه الخروج بقرار استئناف المفاوضات في موعدها من عدمه.
المبعوث الأممي من جهته أكد “حرص المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات والأسس الثابتة ومنها القرار الأممي 2216ً والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني”، مشيداً بدعم الرئيس هادي لإرساء السلام انطلاقا من مسؤولياته تجاه وطنه وشعبه، وكذا صبر وحكمة الفريق الحكومي المفاوض في مشاورات الكويت والدعم التام من لإحلال السلام في اليمن”. وفقاً للوكالة
أعقب لقاء هادي بـ”ولد الشيخ” اجتماعا لهيئة مستشاريه وأعضاء الفريق الحكومي في مشاورات الكويت بحضور نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، حسب وكالة سبأ اليمنية الرسمية.
وقال هادي خلال الاجتماع “نحن حريصون على السلام المبني على المرجعيات والقرارات الأممية التي تحت سقفها ذهبنا الى الكويت وقبلها جنيف وقدمنا التنازلات لمصلحة الشعب اليمني لإنهاء الانقلاب وتداعياته”.
وكانت تصريحات أطلقها المبعوث الأممي “ولد الشيخ” بُعيد رفع جولة مشاورات الكويت الأولى لمح فيها إلى وجود “ورقة تفاهمات” وقع الطرفان عليها، قال إن من ضمن بنودها “الانخراط في حكومة وحدة وطنية مع الحوثيين وجناح الرئيس السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام، للإشراف على الوضع العام في البلاد وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار”؛ وهو ما أثار غضب الوفد الحكومي الذي نفى التوقيع على ذلك، كون توسيع الشراكة هو من مسؤوليات الرئيس والحكومة والشرعية، وهدد بمقاطعة الجولة القادمة فيما إذا حاول “ولد الشيخ” ومن خلفه المنظمة الدولية فرض الشراكة مع من يسميهم “الانقلابيين”.
وبالتزامن مع وصول المبعوث الأممي إلى الرياض، أصدر المتحدث الرسمي للحوثيين، رئيس وفد الجماعة، إلى المشاورات، محمد عبد السلام، بياناً أكد فيه التزام جماعته بالموعد المتفق عليه لاستئناف المشاورات وبنقل لجنة التهدئة إلى السعودية، في خطوة استباقية تلقي بمسؤولية احتمال التأجيل على الجانب الحكومي، الذي أعلن اعتراضه أكثر من مرة على مقترح ولد الشيخ بتشكيل حكومة.
وجدّد عبد السلام التأكيد “بما التزمنا به في جولة المشاورات الأولى مع المبعوث الدولي وبالموعد المحدد لعقد الجولة المقبلة في الكويت من دون شروط مسبقة”. وذكر أن “العودة المشاورات في الكويت في تاريخها المحدد مهم للوصول إلى حلول شاملة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها، بما فيها القرارات الدولية ذات الصِّلة بالشأن اليمني بما لا ينتهك السيادة الوطنية (مع التحفظ على بند العقوبات)، وكذلك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة”.
وحسب الاتفاق المسبق مع اختتام الجولة الأولى من محادثات الكويت في 30 يونيو الماضي، أعلن المبعوث الأممي، أن المفاوضات ستستأنف في 15 يوليو الحالي، وهو ما يضع الأيام القادمة حاسمة عسكرياً، ستحدد مصير نجاح الجهود من عدمه.