شبوة 2023…الانفلات الأمني يساهم في عودة الثارات القبلية وجرائم القتل
يمن مونيتور/وحدة التقارير
شهدت محافظة شبوة خلال العام 2023 الكثير من الحوادث وتجرع السكان خلاله أزمات كبيرة في ظل سيطرة الميليشيات المدعومة من الإمارات على المحافظة.
وارتكب في العام 2023 أبشع جرائم القتل والاغتيال طالت شخصيات بارزة، من بينهم اغتيال الداعية والشخصية الاجتماعية البارزة عبد الله الباني في صبيحة عيد الفطر المبارك، نهاية شهر أبريل.
ونتيجة الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة منذُ سيطرة مليشيا الانتقالي على المحافظة في أغسطس 2022 عادت حوادث الثأر والخلافات القديمة إلى الوجه بين القبائل.
كما شهدت المحافظة احتجاجات متعددة تندد بتدهور الخدمات الأساسية، بما في ذلك التيار الكهربائي والمياه.
الثارات القبلية
شهد مطلع العام 2023 الكثير من الحوادث وكان من بينها الصلح القبلي الذي قام به المحافظ السابق محمد صالح بن عديو بين قبيلته، وقبيلة إخوانه ال عوض بن قمر للقموش يزيد عمرها عن80 عاما.
وقدم بن عديو حينها أولاده مصعب وأنس كمحابيس تحكيما مطلقا للقبيلة الأخرى للأخذ بالثأر أو العفو لإنهاء هذه القضية التي قتل على إثرها أكثر من 12 شخصا على مدى الثمانين السنة الماضية.
عملية الصلح القبلية التي بادر بها بن عديو كانت الحدث الإيجابي الوحيد على مدار العام، ومن بعدها برزت حوادث ثأر بشكل لافت في عدد من مناطق المحافظة، نتيجة حالة الفراغ الأمني، والصراعات بين قيادات المجلس الانتقالي.
وخلفت حوادث الثأر العديد من القتلى والجرحى في عدة مناطق، بما في ذلك مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وباتت الاشتباكات القبلية أمر شائع في شبوة خلال العام الجاري 2023، بسبب حوادث ثأر عادت للظهور نتيجة ضعف السلطات في مواجهة الانفلات الأمني.
وشهدت عشرات الاشتباكات المسلحة، سواء بين مسلحين قبليين بدوافع الثأر، أو بين القبائل والمليشيات الانفصالية، وكذلك بين المليشيات المسلحة نفسها حول الموارد أو بدوافع مناطقية كالتي تتكرر بين ألوية العمالقة التي تتشكل في معظمها من محافظتي الضالع ولحج ، وألوية دفاع شبوة التي يغلب عليها العنصر المحلي.
حوادث القتل والاغتيال
في عام 2023 شهدت المحافظة عدة عمليات اغتيالات، طالت شخصيات بارزة، من بينها اغتيال الداعية والشخصية الاجتماعية البارزة عبد الله الباني وكذلك مدير إدارة شعبة الامتحانات والتوجيه بمكتب التربية والتعليم أحمد طريش الدياني.
وقُتل الشيخ الباني على يد عناصر من قوات دفاع شبوة المدعومة من الإمارات بعد انتهائه منْ أداء الخطبة، في جريمة هزت الشارع بشبوة واليمن بشكل عام.
وقتل الدياني على يد مسلحين أطلقوا عليه وابلا من الرصاص كانوا على متن سيارة وسط مدينة عتق، وتوفي بعد على الفور.
وخلال أشهر العام تحولت مدينة عتق مركز محافظة شبوة منطقة خصبة للقبائل لتصفية حساباتها واصطياد خصومها ويرجح مراقبون “أن حوادث القتل بدواعي الثارات القبلية لم تنته منذ زمن طويل، لكن الفارق أن العاصمة عتق كانت بمنأى إلى حد ما عن حوادث الثارات لأسباب عدة أبرزها السيطرة القوية للأجهزة الأمنية داخل عاصمة المحافظة، ووحدة القوات العسكرية والأمنية وواحدية القرار الأمني”.
حوادث التسرب النفطي وتسريح العمال
في 9 يناير نفّذ موظفو شركة الاستثمارات النفطية بمحافظة شبوة، وقفة احتجاجية أمام بوابة قطاع 4 بمنطقة عياذ تنديداً بالقرارات التعسفية بحقهم الصادرة من مدير قطاع 4 في الشركة، وتسريحهم من عملهم بحجة توقف عمليات الضخ نتيجة التهديدات الحوثية.
ورفع المحتجون لافتات تطالب الجهات المسؤولة في الدولة بوقف تجاوزات مدير قطاع 4،ووقف العبث الممنهج الذي يتعرض له الحقل النفطي، ومحاسبة المتسببن في ذلك الإهمال.
وفي 29 مايو واصل العشرات من عمال شركة العقلة النفطية اعتصامهم أمام بوابة الشركة بسبب إيقافهم عن العمل، وتسريحهم من وظائفهم.
وأكّد المعتصمون أن قرار فصلهم جاء بشكل تعسفي، دون الإيفاء بحقوقهم المالية رغم استمرار العمل في عدد من الحقول النقطية التابعة للشركة.
وفي 5 سبتمبر كشفت مصادر نفطية عن اتخاذ شركة OMV النمساوية العاملة في حقل العقلة النفطي بمحافظة شبوة قراراً بتسريح مائتي موظف اعتباراً من بداية العام المقبل على خلفية توقف تصدير النفط.
وقالت المصادر إن الشركة أعلنت أنها لم تتمكن من تحقيق أي إيرادات من أنشطتها في قطاع “إس تو”، بسبب التوقف الكلي لصادرات النفط والمبيعات، منذ أكثر من عشرة أشهر جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير.
عودة التسرب النفطي
وفي 5 أغسطس شهدت مديرية الروضة عودة التسرب النفطي من الأنبوب الناقل للنفط الخام والذي يمر من المنطقة.
وقالت المصادر المحلية حينها أن هناك تسرب لكميات كبيرة من أنبوب نفط النشيمة في منطقة وادي غرير بمديرية الروضة بمحافظة شبوة”.
وفي 23 أغسطس أفادت مصادر محلية في مديرية حبان بمحافظة شبوة عن وقوع تسرّب نفطي من الأنبوب الناقل للنفط الخام الممتد إلى ميناء النشيمة النفطي.
وفي 11 نوفمبر قالت مصادر محلية في محافظة شبوة: إن قوات أمنية تحتجز ناقلات النفط في المدخل الغربي لمدينة عتق.
وأضافت المصادر أنَّ ناقلات النفط تتكدس منذ أكثر من شهرين على الطريق الدولي قادمة من محافظة مارب في طريقها إلى محافظات عدن وأبين وتعز.
الاحتجاجات
في 2 يوليو أقدم العشرات من منتسبي محور عتق بمحافظة شبوة، على إحراق الإطارات وإغلاق الشارع العام وسط المدينة، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.
وفي 7 يوليو شكا مواطنون في المحافظة من قيام برنامج الأغذية العالمي بتحويل مشروع المساعدات النقدية إلى مواد عينية.
وقال السكان إن المنظمة الأممية حولت مشروع المساعدات النقدية إلى مواد عينية، مؤكدين أنه يجري تلاعب كبير بتلك المساعدات التي تعيل الآلاف من الأسر الفقيرة وتلبي بعض احتياجاتها المنزلية.
في 19 أغسطس نظّم أهالي منطقة الكرموم بمديرية نصاب وقفة احتجاجية للمطالبة بإصلاح التيار الكهربائي.
وخلال الوقفة عبّر أبناء الكرموم عن استيائهم إثر انقطاع الكهرباء عن منطقتهم منذ عدة أيام، وطالبوا باستبدال محوّل الكهرباء بآخر نظراّ لتزايد أعداد السكان، وعدم قدرة المحوّل الحالي على تلبية الاحتياج المتزايد للكهرباء.
وفي 30 أغسطس شكا مواطنون في محافظة شبوة من تدهور كبير في خدمة الكهرباء، ظل ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
وقال المواطنون إن ساعات تشغيل التيار الكهربائي تراجعت، ووصلت ساعات الانقطاع إلى أكثر 12ساعة خلال اليوم؛ معبرين عن سخطهم الشديد من تدهور الخدمة التي قالو إنها الأسوأ منذ سنوات.
في 12سبتمبر طالب عدد من المواطنين بمديرية عسيلان في محافظة شبوة بخروج قوات “العمالقة”، من مستشفى المديرية، بعد أن حوّلته إلى ثكنة عسكرية.
وقال المواطنون إن ألوية العمالقة، المدعومة إماراتياً، سيطرت على العيادات الخارجية في الدور الثاني للمستشفى، إضافة إلى طوارئ النساء، وحوّلتها إلى سكن لأفرادها.
وفي 15 سبتمبر طالب مواطنون في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة قيادة السلطة المحلية بإزالة نقاط التفتيش غير القانونية من وسط المدينة.
وقال المواطنون:”نطالب المحافظ ومدير الأمن بإصدار توجيهاتهم للجنود برفع نقاط التفتيش المقامة على الطريق العام التي تربط بين شوارع ووسط المدينة”.
في 29 أكتوبر أثارت عودة انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق بمحافظة شبوة، موجة غضب في أوساط المواطنين خصوصاً أنها تأتي بعد انتهاء موسم الصيف الذي غالبا ما يتسبب بعجز لمحطة الكهرباء.
ويشكو المواطنون في مديريات عتق والصعيد ونصاب وأجزاء من المديريات الشرقية من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، بصورة لم يعهدوها منذ مدة، حيث تجاوزت ساعات الانقطاع 21 ساعة في اليوم.
وفي 4 نوفمبر أعلن أطباء مستشفى عزان العام بمحافظة شبوة، البدء بإضراب جزئي بسبب عدم استلام رواتبهم منذ خمسة أشهر من قبل مؤسسة خليفة الإماراتية التي كانت تشغل المستشفى.
وقال مصدر طبي حينها إن الأطباء في مستشفى عزان قاطعوا العمل، وطالبوا بصرف رواتبهم، مالم فإنهم سيضطرون لمواصلة الإضراب.
وفي 17 ديسمبر نظّم عدد من الكوادر الصحية في المراكز والوحدات الصحية في شبوة المدعومة من منظمة الإغاثة الدولية، وقفة احتجاجية أمام مبنى مكتب الصحة والسكان بالمحافظة احتجاجاً على خفض رواتبهم بنسبة تزيد على 70%.