ما تزال جريمة النادرة، إب، تشكل حضورها الجريح في الذاكرة الشعبية الجريحة في اليمن بشكل عام وفي إب بشكل خاص. إب التي تعيش مرحلة من القهر .القاسي نتيجة ظروف التاريخ والجغرافيا وظروف اجتماعية وسياسية اخرى ما تزال جريمة النادرة، إب، تشكل حضورها الجريح في الذاكرة الشعبية الجريحة في اليمن بشكل عام وفي إب بشكل خاص. إب التي تعيش مرحلة من القهر القاسي نتيجة ظروف التاريخ والجغرافيا وظروف اجتماعية وسياسية اخرى، ليس من المناسب ذكرها هنا.
جريمة الفجر التي حصلت في مزرعة القات في النادرة التي تقع في القلب من إب محاذية لدمت وللسدة وهي التي تمتاز بالوديان ذات السواقي ومنها الوادي الشهير، وادي بنا، الجريمة التي كانت ستمر مرور عابر له علاقة بسحق الاعتبار لولا اليقظة والإعلام الحديث المتمثل بمواقع التواصل الذي كسر كثيرا من حواجز نصبها الانقلاب بحق الإعلام والصحافة في اليمن حينما أراد تصفية الشهود من مسرح الجرائم لكي يتمكن من قمع المجتمع وإخضاعة بناء على الميراث الأسود للامامة القائم على تكثيف الذعر في المجتمع وخلق حاله من الاستلاب والتسليم لمن يعتبر نفسه الحاكم الإلهي على اليمنيين.
شهداء المزرعة الذين لوحوا باياديهم إلى الأعلى وهم الذين استيقظوا مع خيوط الفجر الأولى للعمل فيما يسمى “بالتأليب” أي قطف القات عند مطلع الفجر، غير مدركين أن ثمة قاتل يترصد أنفاسهم ليقتلها، وهم الذين لوحوا بأصابعهم التي عليها “الاربال” وعرفوا بأنفسهم على أنهم عمال، غير أن ذلك لم يكن مجدي بالنسبة لأعداء الحياة والإنسانية والعمل.
جريمة النادرة التي راح ضحيتها 8 من شهداء المزرعة، جريمة حرب ذات أبعاد متعددة كونها جريمة مكتملة المعالم تعرض من خلالها الشبان لاغتيالات متعددة. الاغتيال الأول متمثل بقتلهم عزل والاغتيال الثاني غسل الجريمة والحاق تهمة الإرهاب بهم، فيما الاغتيال الثالث هو الاغتيال الإعلامي الذي شنته وسائل اعلام الانقلاب وصورت مخازن أسلحة لكي تبرر قتلهم، وتم تناول الخبر في وكالة الأنباء بصنعاء التي تم السطو عليها من قبل الانقلاب..
اما محاولة الاغتيال الاجتماعي القاسي وهو المتمثل بالدور الأسود من قبل بعض المشائخ والسلطة المحلية في المنطقة التي حاولت السعي لمحو آثار الجريمة، حينما سعت على تفريغ الاحتقان المجتمعي الرافض لهذه الجريمة من خلال التبريد المتعمد للغليان الشعبي المندد بالجريمة كما تم الاجتماع الذي تم تناقلته مواقع التواصل في مقطع الفيديو وتحدث أحد الشخصيات في المقطع “لن نردهم من الموت”، كمحاولة بائسة لتمويت القضية واحالتها إلى أدراج النسيان والذكريات المنسية والحزينة، غير أن الواقع قد أفرز جيلا ضد النسان..
الاسناد الشبابي والشعبي والرسمي للقضية قد حولها إلى قضية رأي عام محلي وانساني واستطاع النشطاء، ومعهم القنوات الإعلامية المنحازة إلى حقوق الناس وحرياتهم، إيصال ملف شهداء المزرعة إلى أبعد مدى في زمن قياسي كمقدمة لتحقيق عدالة ستاتي حتما.
وهذا ما ترجمه التصريح المهم لوزير حقوق الانسان الأصبحي على قناة “بلقيس” الذي أكد عرض القضية في مجلس حقوق الانسان بجنيف، كما جاء في تصريحه الذي قال فيه
“ما حدث في إب، النادرة ” جريمة بكل المقاييس وضعت اليوم أمام البعثات الدولية وناقشناها في جنيف، وكانت أول الموضوعات التي وضعناها أمام سفراء الدول أعضاء مجلس حقوق الانسان وهي محل استنكار دولي، وستظل الملاحقة قائمة ولا بد من اظهار الحق في الوقت المناسب ولابد للضمير العالمي ان يصحو..”.
ملف شهداء المزرعة في النادرة شاهد تاريخي على جريمة حرب قامت بها مليشيا الحوثي ضد شباب عمال مدنيين وعزل.
ولا يعني أنه ملف اللحظة التي سيزول بزوالها، إنما دعوى بين يدي اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان التي تشكلت مؤخرا،ً وهي المسؤول الإنساني والتاريخي عن ملف شهداء المزرعة على أساس أن جريمة النادرة لايمكن أن تسقط بالتقادم، مثلها مثل بقية الجرائم التي تمت ارتكابها بحق المدنيين في اليمن.