اختفاء آمال السلام يشحن أجواء حرب يمنية عنيفة (تقرير)
شهد اليومان الماضيان تصعيداً عسكرياً في العديد من جبهات الحرب في اليمن، فيما شهد فتوراً في المشاورات اليمنية بالكويت بالرغم من إعلان المبعوث الأممي عن خارطة طريق تسلم خلال الأيام القادمة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
شهد اليومان الماضيان تصعيداً عسكرياً في العديد من جبهات الحرب في اليمن، فيما شهد فتوراً في المشاورات اليمنية بالكويت بالرغم من إعلان المبعوث الأممي عن خارطة طريق تسلم خلال الأيام القادمة.
فعلى صعيد التعزيزات العسكرية نشرت صحيفة “القبس الكويتية” في عددها الصادر، اليوم الجمعة، إن قوات التحالف العربي عزَّزت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتعزيزات اضافية، مكوّنة من اكثر من 200 آلية ومدرعة عسكرية حديثة وصلت الى معسكر قوات التحالف في منطقة صافر بمحافظة مأرب (شرق اليمن).
جاء ذلك بعد زيارة نائب رئيس اركان الجيش السعودي الامير فهد بن تركي الى محافظة مأرب، وعقده لقاء مع رئيس هيئة اركان الجيش الوطني اليمني اللواء محمد علي المقدشي وقيادات المنطقة العسكرية السادسة، وزياراته بعض جبهات محافظتي مأرب والجوف.
وفي كلمة ألقاها العقيد أحمد الزعابي، نائب قائد القوات الإماراتية باليمن أمام كتائب من الجيش اليمني، أكد باقتراب موعد تحرير العاصمة صنعاء من الحوثيين. وقال: “نحن هنا اليوم من أجل الطلب منكم بالنظر إلى المستقبل، وننظر بما يهدد محافظة مأرب والمناطق المجاورة، ونحررها، حتى الوصول إلى صنعاء ونحررها وكل مناطق اليمن “.
وكشفت صحيفة الإمارات اليوم الحكومية الرسمية في عددها الصادر اليوم عن مصادر عسكرية لم تسمها أن تنسيقاً عالِ المستوى بين الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي لبدء مرحلة جديدة من عمليات تحرير اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف المقبل للعمليات العسكرية سيكون العاصمة اليمنية صنعاء عبر ثلاثة محاور رئيسة، إلى جانب تحرير ما تبقى من محافظات مأرب والجوف وشبوة، وبدء تحرير محافظة البيضاء بشكل رسمي.
وهو بالفعل ما أعلن عنه اليوم في محافظة البيضاء وسط اليمن، حيث أعلن عن تنظيم عسكري جديد لمواجهة الحوثيين أطلق على نفسه اسم “كتائب البيضاء”، وقال في بيان حمل اسم (الرقم 1) إنه “تم اليوم، تشكيل كتائب البيضاء تحت قيادة أبو علي الصومعي، من أجل ردع مليشيات الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح”.
وفي التطورات الميدانية تمكن الجيش اليمني المدعومة بالمقاومة الشعبية اليوم الجمعة من السيطرة على ثلاث مناطق استراتيجية في محافظة “الجوف” شرقي البلاد؛ وقال مصدر عسكري لـ”يمن مونيتور” إن الجيش الوطني والمقاومة تصدا لهجوم شنته قوات الحوثيين وصالح على مواقع يسيطران عليها في “جبل حام ” شمال مديرية “المتون” بمساندة من طيران” التحالف العربي” ،وأجبرتها على التراجع والفرار.
وفي شمال المحافظة فشلت قوات الحوثيين في التقدم باتجاه منطقة صبرين في مديرية خب والشعف، وتكبدت خسائر في الأرواح والعتاد، وتم حصر خمس جثث وستة جرحى في صفوف عناصرها، وفقاً لمصادر في المقاومة التي أكدت قيام مقاتلات التحالف بشن غارات مساء الخميس على تجمعات وآليات للميليشيات في منطقة الساقية بين المصلوب والغيل في جنوب المحافظة، وأخرى استهدفت آليات عسكرية للميليشيات في منطقة الهيجة بالمصلوب.
تصاعد المواجهات
وفي شرق العاصمة صنعاء تدور مواجهات عنيفة وسط أنباء عن تقدم المقاومة الشعبية عقب تصديها لهجمات الحوثيين؛ وقال مصدر طبي في مستشفى “الشرطة” لـ”يمن مونيتور” إن عشرات الجرحى والقتلى نُقلوا إلى المشفى سقطوا في تلك المواجهات.
وفي وسط اليمن قالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية اليمنية صدت محاولة الحوثيين وقوات موالية لصالح للتسلل إلى مواقع المقاومة في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء. وأفادت المصادر بأن محاولة التسلل كانت باتجاه الجبال المحيطة بمواقع المقاومة في الغول والمسياب وكساد بالمديرية.
في الوقت نفسه، اندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين المقاومة وبين مليشيا الحوثي وقوات صالح في عدة مواقع، بعد قصف مكثف للحوثيين على مناطق الأجردي وسوداء غراب في مديرية الزاهر أيضا.
وكانت مدينة تعز (وسط اليمن) قد شهدت أمس الخميس مقتل 15 من الحوثيين وستة من المقاومة والجيش الوطني في مواجهات بين الجانبين.
وذكرت المصادر أن مواجهات عنيفة دارت بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى في تبة حبش جوار السجن المركزي بالضباب غرب المدينة، فيما شهدت أحياء الدعوة وثعبات والزنوج اشتباكات عنيفة بين الجانبين، مشيرة إلى مقتل تسعة من المقاومة والجيش.
وفي لحج، جنوبي اليمن أكدت مصادر في المقاومة وأخرى في الجيش، اندلاع اشتباكات عنيفة مع الحوثيين في منطقتي الخزم والمنصورة في رأس العارة غرب المحافظة، وأن عشرات الجثث لعناصر الحوثيين تم نقلها فوق عربات عسكرية باتجاه تعز.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الحوثيين السيطرة على “جبل جالس”، فجر الثلاثاء الماضي، المُطل على قاعدة العند الجوية كبرى القواعد العسكرية في البلاد، ويتخذها التحالف العربي مقراً لإدارة الحرب، وفي ذات الجبل واصلت مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي دك مواقع وتجمعات الحوثيين في الجبل، ومحيطه بمديرية القبيطة، حيث ألحقت خسائر كبيرة بصفوف الحوثيين، ووصف سكان محليون بالمهول، لكثرة الانفجارات واشتعال النيران في مواقع الحوثيين، فيما تقوم “الأباتشي” بتمشيط المنطقة بشكل متواصل.
واندلعت فجر (الجمعة) اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة والحوثيين من جهة أخرى في مناطق مريس وحمك العود بمحافظة الضالع، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وفي شمالي البلاد سقط قتلى وجرحى حوثيون، الخميس، في هجوم للجيش اليمني على مواقع لهم بحرض؛ وقال مصدر عسكري لـ(يمن مونيتور) إن وحدة عسكرية من اللواء 105 مشاه نفذت تسللا إلى مواقع للحوثيين رداً على الخروقات التي يقومون بها، واشتبكوا معهم، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى حوثيين”، دون الإشارة إلى احصائية دقيقة.
وأكد المصدر “إصابة أحد الجنود بجروح طفيفة، والاستيلاء على عيارات رشاشة 12/7، قبل أن ينسحب الجنود إلى مواقعهم”.
مشاورات معقدة بلا “سلام”
وفي مسارات المشاورات اليمنية لم يحظِ أي تقدم مُعلن حتى الآن وصعد وفد (الحوثي- صالح) من مطالبة ليشمل المطالبة بمناقشة (الرئاسة اليمنية) بعد رفضه الخوض في أي تفاصيل قبل إعلان (حكومة وحدة وطنية) وهو ما رفضه الوفد الحكومي إجمالاً، رافضاً مناقشة أي حديث عن موضوع (الرئاسة) ولا حديث عن (حكومة شراكة) قبل تسليم السلاح والانسحاب من المُدن.
وقال نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، وعضو وفد الحكومة في مشاورات الكويت “عبدالله العليمي”، صباح اليوم الجمعة، إن وفد بلاده “لم يأت لتشكيل حكومة شراكة”.
وأضاف “العليمي”، في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وأعادت نشرها وكالة الأنباء الرسمية، “نكرر: جئنا الكويت لتنفيذ القرار 2216 وليس لتشكيل حكومة شراكة لنكافئ من أوقفوا مسار السياسة وانقضوا على الاجماع الوطني وفخخوا المجتمع بالحرب”، في إشارة إلى جماعة (الحوثي) وحزب صالح، الذين يطالبون بالتفاوض على مؤسسة الرئاسة وتشكيل حكومة شراكة وطنية.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الثلاثاء الماضي، نيته طرح “خارطة طريق أممية” لحل النزاع اليمني، ويتضمن تصور الخارطة الأممية “إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2216، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة تأمين الخدمات الأساسية وإنعاش الاقتصاد اليمني”.
وستتولى حكومة الوحدة الوطنية، التي سيكون الحوثيون وصالح شركاء رئيسيين فيها، بموجب هذه الخارطة، مسؤولية الإعداد لحوار سياسي يحدد الخطوات الضرورية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومنها قانون الانتخابات، وتحديد مهام المؤسسات التي ستدير المرحلة الانتقالية، وإنهاء مسودة الدستور، وفقا لبيان صحفي أصدره “ولد الشيخ”.