شركات النقل الجماعي تستأنف نشاطها من مدينة تعز رغم الحصار الحوثي المستمر
يمن مونيتور/تقرير خاص
رحلة المعاناة التي يتجرعها المسافرون من وإلى مدينة تعز، دفعت الناشط المجتمعي صلاح الرحال، إلى تبني مبادرة إعادة نشاط النقل الجماعي إلى مدينة تعز بعد 9 سنوات من توقفه بسبب الحرب والحصار المفروضان على المدينة.
يقول الناشط المجتمعي الرحال، وهو سائق شاحنة نقل بضائع بين المدن والمحافظات اليمنية لـ يمن مونيتور: منذ بدء الحرب وأنا أشاهد باصات النقل الجماعي تتنقل بين المحافظات والمدن اليمنية، ماعدا مدينة تعز المحاصرة.
وعند مروره في طريق الكدحة الذي يربط بين مدينة تعز والساحل الغربي والعاصمة المؤقتة عدن، وجد الرحال أن الطريق مناسبة، ويمكن للشاحنات العبور فيه حسب تعبيره، فذهب لكتابة منشور في صفحته على “فيسبوك” عن معاناة المسافرين من وإلى مدينة تعز، متسائلا عن سبب عدم وجود وسائل نقل جماعية أسوة ببقية المحافظات، رغم أن طريق الكدحة – المخا سانحة لذلك.
وأشار إلى أن ردود أصدقائه الإيجابية، على منشوره على “فيسبوك” ومشاركتهم قصصهم ومعاناتهم في التعليقات والرسائل، دفعه لتبني إطلاق حملة لمطالبة شركات النقل بفتح مكاتبها في تعز.
ويضيف: تواصلت بي شركات النقل الجماعي وطلبت مني البحث عن محلات مناسبة لافتتاح مكاتبها، وتمكنا من ذلك من خلال التواصل بالزملاء والأصدقاء.
عودة محملة بالمخاوف
تعاود شركات النقل الجماعي نشاطها في مدينة تعز بعد تسع سنوات من توقفها، جراء قطع جماعة الحوثي الطرق الرئيسية، وفرضها حصارا خانقا على المدينة.
تقول شركة الأفضل للنقل الجماعي بتعز، لـ يمن مونيتور: إنها تابعت خلال الأيام السابقة مطالبات أطلقها شباب من محافظة تعز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعودة نشاط باصات النقل الجماعي، بعد تأهيل وترميم طريق الكدحة – المخا وباتت ممكنة لمرور باصات النقل فيها، الأمر الذي دفعها للتواصل مع القائمين على المبادرة، والعمل على تجهيز فروع لها في تعز وتدشين أول رحلة.
وأضافت: أن لا تزال هناك مخاوف وتحديات كثيرة تواجهها شركات النقل أهمها ضعف الحركة، وعدم استكمال سفلتة الطريق، حيث أن الطريق لا يزال العمل فيها جاريا حتى الآن، ومسافة كبيرة منها مؤهلة لكنها غير مسفلتة، إضافة إلى احتمالية إغلاق الطرقات لا سيما في حال عادت المعارك مجددا.
وأوضحت، أن خط السير سيكون من وسط مدينة تعز إلى السحل الغربي لـ تعز عبر طريق الكدحة التي أعيد شقها وتأهيلها بنسبة 70% حتى الآن، ومن ثم إلى مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
وأفادت، بأنها حاليا بدأت بتدشين الرحلات الدولية من مدينة تعز إلى مكة المكرمة والرياض، وستدشن في قادم الأيام رحلاتها بين المحافظات.
وكان الرحال قد أشار إلى أن هناك نحو 4 شركات نقل جماعي، تواصلت به عبر مندوبيها وسائقيها للبحث عن محلات مناسبة لتجهيزها كفروع لها في مدينة تعز.
احتفاء خاص
قد يبدو الحدث عاديا بالنسبة لمن لا يعيشون داخل مدينة تعز، المحاصرة من قبل جماعة الحوثي منذ أكثر من ثلاثة آلاف يوم، ويتجرع سكانها ويلات السفر ومشقة الطرق البديلة الوعرة؛ لكنه يعد حدثا جليا يستحق الاحتفاء به، بالنسبة لمئات الآلاف من السكان المحاصرين.
وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه العودة التي تعد الأولى من نوعها منذ 9 سنوات، مرحبين ببدء عمل وسائل النقل الكبيرة من داخل مدينة تعز.
يقول الصحفي فتح العيسائي لـ يمن مونيتور، إن “عودة نشاط النقل الجماعي بهذا الزخم، والاحتفاء به على أنه ظاهرة كونية، ما هو إلا انعكاس لحالة المعاناة التي يعيشها المواطن التعزي منذ تسع سنوات جراء الحصار”
ويضيف الصحفي العيسائي، أن هذه العودة ستقلص نوعا ما من المعاناة التي يعيشها السكان داخل مدينة تعز، وستخفف من مشقة السفر التي يتجرعها المواطن التعزي.
ويتابع: بما أن الحصار الحوثي لا يزال قائما والطرقات البديلة لا تزال طويلة وصعبة للغاية، فإن عودة نشاط النقل الجماعي سيساهم بشكل نسبي في تقليص معاناة السفر من وإلى مدينة تعز، لأن في النهاية، المشكلة الأساسية المتمثلة بالحصار وطول المسافة لا تزال قائمة.
ويشير العيسائي إلى أن المسافة بين مدينة تعز والعاصمة المؤقتة عدن كانت قبل إغلاق الطرقات الرئيسية وفرض الحصار على المدينة تأخذ أقل من ساعتين فقط من الزمن، أما الآن تحتاج إلى أكثر من ست ساعات سفر عبر طرق فرعية وجبلية وعرة وخطيرة.
من جهته يقول مدير عام مكتب النقل بتعز، عارف نعمان الخالدي، إن “السلطة المحلية تولي عودة النشاط التجاري اهتمامًا كبيرًا، وكذلك إعادة الخدمات الأساسية للمحافظة وخدمات النقل الجماعي من وإلى تعز، التي تُعد أهم خدمة تصب في مصلحة أبناء المدينة، الذين يعانون حصارًا ممنهجًا من قِبل ميليشيا الحوثي على مختلف مداخل تعز منذ تسع سنوات”.
وأضاف، أنّ مكتب النقل سيقدم كافة التسهيلات لمالكي النقل الجماعي الدولي على كافة المستويات من أجل مزاولة عملهم دون أي صعوبات.
وشدد على ضرورة الالتزام بإجراءات النقل والسلامة، وقطع التصاريح والتراخيص من الهيئة وفق القانون واللوائح المنظمة.