كيف يؤثر اختطاف الحوثيين سفينة شحن على أسعار السلع في اليمن؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
على الرغم من أن عديد من شركات التأمين لمخاطر الحرب استبعدت اليمن من التأمين البحري بعد إعلان الحوثيين حربهم على إسرائيل، إلا أن اختطاف سفينة شحن في البحر الأحمر -بغض النظر عن الجهة التي تملكها- يدفعها لرفع الأسعار.
وعلى إثر ذلك سترتفع أسعار الواردات إلى اليمن التي تستورد 79% من احتياجاتها الغذائية.
ومنذ 2015م خلال سنوات الحرب ارتفعت تكاليف التأمين للسفن التي تصل الموانئ اليمنية 16 ضعفاً عن الوضع العادي، خاصة بعد سلسلة من هجمات الحوثيين على السفن قُرب المياه السعودية، والألغام المنتشرة، والهجمات على السفن في البحر الأحمر والقرصنة على السفينة الإماراتية “روابي” في 2022م.
وتحتاج كل سفينة عدة أشكال من التأمين، منها التغطية السنوية على مخاطر الحروب إلى جانب علاوة إضافية عند دخول مناطق عالية المخاطر. وتُحسب هذه العلاوات المنفصلة بناء على قيمة السفينة أو هيكلها.
ارتفاع كبير
وقال شريف محسن، المدير العام المسؤول عن التأمين البحري بشركة المهندس للتأمين العام المصرية، إن حرب الحوثيين ضد إسرائيل وتهديدهم بضرب السفن المرتبطة بإسرائيل في منطقة البحر الأحمر يؤثر على تأمين البضائع التي تمر بالموانئ اليمنية.
وأشار إلى أن الصندوق العربي لتأمين أخطار الحرب (أوريس) ومقره البحرين، ويغطي مخاطر الحرب وتسعيرها وتصنيفها وتوفير مختلف أنواع الحماية للشركات الأعضاء؛ بالإضافة إلى “سوق لويدز” في لندن.
وعادة ما يكون للشركات عقد التأمين البحري: اتفاقية يتعهد بموجبها المؤمن بتعويض المؤمن له عن الخسائر البحرية الناجمة عن أخطار البحار، أي الخسائر العرضية البحرية. حيث يوفر الحماية للبضائع التي يتم نقلها، ويعوض المؤمن له عن الخسائر المادية أو الأضرار التي تنجم عن خطر مؤمن عليه.
وأكد “محسن” أنه سيتم الرجوع إلى شركات إعادة التأمين للاستشارة عند تغطية أخطار التأمين البحرى على شحنات البضائع المارة عبر الموانئ اليمنية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تتضاعف أسعار التغطيات بنسبة 100% بسبب خطورة هذه السواحل نتيجة حالة الحرب.
وسيأخذ المعيدين خطر اختطاف الحوثيين للسفينة بعين الاعتبار عند تحديد شروط وأسعار التأمين على البضائع التي تتوجه إلى صنعاء أو تأتي منها.
ارتفاع تكلفة الشحن
قال خالد سيد، العضو المنتدب لشركة أبيكس مصر لوساطة إعادة التأمين، إنه من المتوقع أن ترفع سوق لويدز أسعار التأمين الحربي بنسبة 100-300% للبضائع التي تمر عبر السواحل أو الموانئ اليمنية.
وأضاف «سيد» أن هذا التصعيد في منطقة البحر الأحمر قد يؤثر على حركة سلاسل الإمداد والتوريد العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب، وبالتالي سينعكس في صورة ارتفاع تكلفة الشحن “النولون”، وتغطيات بوالص التأمين البحري.
ويؤدي ارتفاع تكاليف الشحن “النولون”، و”بولص التأمين” إلى ارتفاع كل ما يتم استيراده من خارج البلاد، بما في ذلك المشتقات النفطية والغاز والقمح والمواد الغذائية الأخرى.
وبارتفاع أسعار المشتقات النفطية فإنه يؤثر حتى على 19% الباقية التي يتم انتاجها محلياً، حيث تعتبر تكلفة الشحن مدخلًا رئيسيًا في الصناعات والمنتجات الزراعية المحلية، حيث تستخدم لتشغيل بعض الآلات والمعدات، ونقل المنتجات داخل البلاد.
وقال هومايون فلكشاهي، محلل أول للنفط والغاز في “KPLER”، في تصريحات إن استمرار الخطر الجيوسياسي لفترة أطول سيعني أن الخطر لم ينته، وبالتالي قد تصبح كلفة التأمين على السفن المتجهة عبر قناة السويس أو مضيق باب المندب أعلى، ما يعني إمكانية زيادة أسعار السلع.
ويشدد خبير اقتصادات الطاقة، نهاد إسماعيل، على أن تكلفة التأمين البحري منذ الحرب في أوكرانيا ارتفعت حوالي 25 بالمئة وقد تتضاعف إذا تكررت الاعتداءات والقرصنة في البحر الأحمر، وقد نرى تدخلاً عسكرياً أميركياً ليس فقط ضد الحوثيين بل أيضاً ضد إيران (..).
أسعار النفط
كما أن استهداف الملاحة الدولية سيؤدي إلى ارتفاع النفط عالمياً. توقع أندريه كوفاتاريو، المؤسس المشارك لشركة الأبحاث “ECERA”، في تصريحات تلفزيونية ارتفاع أسعار النفط بضعة دولارات عند افتتاح الأسواق في آسيا،.
وقال إن حجم الزيادة سيرتبط بتداعيات الحادث.
وأضاف كوفاتاريو أن أي اضطراب من هذا النوع، وخاصة خلال فترة تتسم بالمخاطر الجيوسياسية المتزايدة، يمكن أن يرسل إشارة صعودية إلى الأسواق.
ارتفاع الأسعار يرتبط بشكل مباشر بكيفية تطور الأمور في الساعات المقبلة، وفقاً لكوفاتاريو الذي رأى أنه إذا كانت هذه بداية للتصعيد، فسنرى قفزة كبيرة في الأسعار.