كتابات خاصة

بين شباب اليوم والأمس

إفتخار السامعي

الشباب، هم عماد الحاضر، وجيل المستقبل، وهم الركيزة الأساسية لنماء الأمة ورقيها وازدهارها. الشباب، هم عماد الحاضر، وجيل المستقبل، وهم الركيزة الأساسية لنماء الأمة ورقيها وازدهارها .    
إن شريحة الشباب هي التي يعول عليها حمل هم هذه الأمة؛ ثم إن القوة ورباطة الجأش والصلابة وسداد الرأي لا تكون إلا في الشباب، ولهذا ترى الأمم تعلق آمالها وطموحاتها بشبابها وذلك بإ خراجها من دوامة الحياة.
إن ما أردت أن أقوله هو أن شباب الأمة المسلمة لابد أن يكونو أهلاً لحمل المهمات ومواجهة التحديات والصعاب؛ لا أن تكون شريحة الشباب هي شريحة ينقصها حنان وحب وعاطفة.. فبعض الشباب_للأسف_ من  تراه ينام على رسالة من عشيق ويستيقض على أخرى، دون همة وهدف ونشاط يغير فيها واقعه للأفضل.
لم تعهد الأمة الإسلامية شبابا بهذه الصورة المبعثة للحسرة والندم، وإنما عهدت شباباً محكمين عقولهم بكل شئ، نظرتهم للحياة نظرة ثاقبة وواسعة، لاينظرون لها من منطلق ضيق، فهم حملة رسالة وهم المسؤلون عن تدهورها أمام الله والعالم.  
إن ما يندى له الجبين وتذرف منه الأعين هو ذلك الفارق العجيب بين شباب عصرنا وشباب عصر الصحابة رضوان الله عليهم، فمن أولئك  من حمل أمر جيش وهو ابن السادسة من عمره،ومن هؤلاء من وصل الى ذروة الخامس والثلا ثين وهو لا يستطيع أن يحمل هم نفسه أو أن يستفرد بأمره دون أن يجهد الأخرين معه.
وإن من أولئك من لم يبق  بجسده  محل إلا وبه طعنة سيف أو ضربة رمح، ومن هؤلاء من يتألم وتذرف عيناه من وخز حقنة طبيب!
إن من أولئك من لاينام وظل يراقب أمر الأمة الى أين وصل، ومن هؤلاء من ينام ويظل  يراقب حال عشيقه الى أين وصل..  ثم إن من أو لئك من لا ينام ويبيت قآئماً يصلي، ومن هؤلاء من ينام ويبيت على  هاتفه مراسلا..
إن من أولئك من أفنى ماله ابتغاء مرضات الله، وإن من هؤلاء من أفنى ماله ابتغاء مرضات النفس والناس.. ومن شباب الماضي من ساعد الفقراء وكان يجهد نفسه بمساعدتهم تحت جنح الظلام ليكسب الأجر والثواب من الله، أما شباب حاضرنا من يعمل على كبح البسطاء وقتلهم تحت جنح الظلام ليكسب المال من الكبار والأقوياء.
أيضاً، إن من أولئك من يأخذ عنه وقتاً طويلاً  كيف يصلح ذات البين، ومن هؤلاء من يأخذ عنه وقتاً طويلاً في التفكير كيف يخرب البلاد والعباد..
وإن من ظواهر ذلك العصر موت الخوف وقتل الفقر، ومن ظواهر هذا العصراتساع رقعة الخوف وموت الفقراء.
هذه هي مفارقاتٌ عجية  وتبايناتٌ تبعث الأسى والحزن.. ومن باب الحيادية لا المحايدة والانحياز ففي شبابنا  من يحملون  الهمم العالية   نفوسهم في منأى عن الركود،  فيقضون جل أوقاتهم بالجد والمثابرة والتخصيل.. يحملون ارواحاً صافية  ينظرون للحياة من أبعادٍ شتى  لا ترهقم   القضايا  ولا تبعدهم عن مواصلة مشوار حياتهم  المعوقات..تعر فهم بتفكيرهم العميق  وبطهارة أيديهم من أعمالٍ قد تسئ للإسلام والمسلمين.  
أخيراً أقول، إنه لايخفى على أحدٍ منا أن بالشباب  تبنب الأمم والمجتمعات.. وبرقي مستوى الأ خلاق عندهم ترقى الشعوب  وأن الفكر الذي يحمله الشبا ب، هو مصير المجتمعات، وبقدر أهل العزم تأتي العزائم.. وكما أن لكل إنسانٍ أمنيات فأمنيتي “جيل شباب واعد” ذو عقل سديد وتفكيرٍ مجدٍ يعمل ويقدم ولا ينتظر اللحظة التي  فيها يعطى.. يُضحي في سبيل إعلاء كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى