(الفُل) رائحة رمضان المفضلة في اليمن
تشتهر محافظات يمنية كلحج جنوبا والحديدة غربا بزراعة “الفل” وتصديره الى مدن ومناطق أخرى بأسعار مختلفة تتناسب مع متوسطي الدخل من العشاق والمحبين وأصحاب المناسبات.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
تشتهر محافظات يمنية كلحج جنوبا والحديدة غربا بزراعة “الفل” وتصديره الى مدن ومناطق أخرى بأسعار مختلفة تتناسب مع متوسطي الدخل من العشاق والمحبين وأصحاب المناسبات.
وقد لا تخلوا حفلة يمنية من رائحة الفل الزكية ما جعله يحظى بالاهتمام من قبل اليمنيين منذ القدم كما اقتحم عالم الفن اليمني القديم حيث غنى الفنان محمد مرشد ناجي أغنيته الشهيرة بعنوان “الفل والورد ” والتي تمتدح الفل والوانه وروائحه الزكية وخلوه من الاشواك وكذا علوا مكانة من يلبسه في المجتمع اليمني.
وعلى الرغم من إجماع اليمنيين على مكانة الفل كسيد الروائح إلى انها تتفاوت من محافظة الى أخرى ففي الحديدة غربا قد لا تخلوا المنازل يوما واحدا منه خاصة في الشهر الكريم ” رمضان ” كما يقول الشاب أحمد صغير التهامي.
وأضاف صغير وهو أحد العاملين في جني الفل ل “يمن مونيتور ” بالنسبة لأسرتنا فزهر “الفل” يعد أحد أفرادها ونادرا ما تخلوا بيتنا منه في أشاره الى حالات ارتفاع سعره في غير الموسم (الشتاء) والذي يصل سعر العقد الواحد الى خمسة آلاف ريال.
خسارة فادحة
وبالنظر إلى ما تمر به البلاد من صراع وحرب بين المقاومة الشعبية الرافضة لسيطرة مليشيا الحوثي وصالح على الدولة ما يزال الفل يحظى بإقبال غير مسبوق خاصة في بلاده الأم الحديدة ولحج بسبب انخفاض سعره وتوقف التصدير الى المحافظات الأخرى.
ويشكل انخفاض سعر الفل بالنسبة لزارعيه وتجاره خسائر فادحة خاصة أنه لا يقبل التأخير ولا وجود لأدوات تحفظه من الموت المحقق في ثالث أيامه كما يقول أحد العاملين.
ويقتنص عشاق رائحة الفل الزكية انخفاضه للحصول على كميات كبيرة وأشكال مختلفة بأسعار زهيدة وتبادل الهدايا فيما بينهم كما يقول الشاب التهامي صالح حسن.
وتختلف أسعار الفل في تهامة حسب شكله إلى أن أغلاها ثمنا لا يتعدى 2000 ريال يمني وهو ما يراه المزارع لا يساوي جهد العاملين في جنيه وبيعه ناهيك عن مزارعيه.
وكما هو الحال في كل جميل فللمرأة التهامية نصيب من الفل حيث تتزين أثناء السمر فيما يعد أبناء تهامة يوم الخميس يوما مختلفا بالنسبة للأسرة والزوجات التي تتزين بكميات مختلفة من الفل كما يوضع فوق الأسرة عند النوم.
أجر زهيد
ليس بالأمر السهل الحصول على عقد من الفل فثمة أيادي كثير تعمل من أجل إيجاد الأشكال المختلفة رغم قلة محصولها كما يقول يحي الزيدية صاحب مزرعة فل.
ويتقاضى العامل مقابل جني الفل حسب قدرته على الحصاد حيث يتم عد زهرات الفل كما تعد حبات الذهب نهاية العمل ويحصل العامل على 30% مما تم جنيه في فصل الصيف، فيما يحصل على 20% في غير الموسم.
وتمر حبيبات الفل بعدة مراحل ابتداء بقطفها وعدها لتحديد نصيب العامل ثم بيعها على تجار محليون يقومون بتجهيزها بواسطة افراد ذوا خبرة وكفائه عالية تمكنهم من الحصول على اشكال مختلفة من الفل والحفاظ على تناسقه ليبدو أكثر جاذبية ويليق بمن يهدى اليه.
وتعد عملية ترتيبه وتجهيزه داخل تراسم (خزانات صغيرة) يملأها الثلج قبل واثناء نقلة من أصعب المراحل حيث يتطلب حذرا شديد من ملامسة الثلج الفل بشكل مباشر كما يقول التاجر عبده الهادي.