شعب إب والاتحاد ومهمة التعويض بالإياب
حقق فريقا شعب إب وجاره الاتحاد نتائج ومراتب مختلفة بدت مخيبة لآمال جماهيرهما في مرحلة الذهاب من الدوري التنشيطي لكرة القدم والتي انتهت أواخر الشهر الماضي، لكن رغم ذلك، لا يزال هناك أمل للتعويض في مرحلة الإياب.
يمثل الفريقان اللواء الأخضر في أندية الدرجة الأولى وهما متجاورين في المقرات وتتسم العلاقة بينهما بالتنافس القوي والمتعة في الديربي الذي يُعتبر من أقوى ديربيات الكرة في البلاد، حتى في الأوقات الصعبة لكليهما في الدوري.
يتفوّق الشعب على جاره بحيازته ثلاث بطولات دوري منذ دمج المسابقة في الشمال والجنوب عقب إعادة توحيد البلاد في ٢٢ مايو ١٩٩٠، وكان آخر لقب عام ٢٠١٢ وجاء على حساب الجار أيضا بعد الفوز عليه في المباراة الفاصلة بينهما بعد التساوي في النقاط، ويحتفظ بالدرع للأبد، ويترك لمنافسه المركز الثاني وهو أفضل مركز حصل عليه في المسابقة.
يلعب العنيد في المجموعة الثانية والتي لُعبت مبارياتها بمدينة سيئون بحضرموت وتضم وحدة صنعاء الذي تصّدر الترتيب في الذهاب بعشر نقاط وفحمان أبين صاحب المركز الثاني بتسع نقاط وهو بطل نسخة ٢٠٢١، وفي المركز الثالث شعب حضرموت بثمان نقاط ويليه الصاعد سلام الغرفة من حضرموت أيضا بسبع نقاط وبعده يأتي عنيد اللواء الأخضر بأربع نقاط ومثله اليرموك من أمانة العاصمة وأخيرا نادي الطليعة من تعز بدون نقاط لغيابه عن البطولة.
يمتلك الفريق أسوأ خط دفاع بين فرق المجموعتين بعدما استقبلت شباكه ١١ هدفاً ولم يسجل سوى سبعة أهداف.
هذه الحصيلة توضح بشكل لا بأس فيه أن مشكلة الفريق ليست في المدرب حتى تبادر إدارة النادي لتغييره كما فعلت قبل جولة من نهاية مرحلة الذهاب عندما أقالت المدرب المخضرم أحمد علي قاسم وجاءت بعادل المنصوب وهو نفس سيناريو نسخة ٢٠٢١ حينما تمت إقالة وليد النزيلي واستعانت بالمنصوب.
بالطبع للمدرب مسؤولية في الفشل ولكن لا ينبغي أن تقتصر المعالجة على هذا النهج الذي يبدو وكأنه نوع من الهروب من تحمل المسؤولية، لأن المشاكل كانت معروفة منذ موسم النجاة من الهبوط بشق الأنفس، ومع ذلك جاءت المشاركة في هذه النسخة دون تغيير عما سبقها.
من هذه المشاكل أن الفريق يلعب بلا طموح يجسّد تاريخه وسمعته ومكانته وهذا ما تجلى في مباريات الذهاب على سبيل المثال وخاصة أمام فريق سلام عندما تقّدم عليه بهدف وبدلا من استثمار الأفضلية، حدث العكس وعاد منافسه للتعادل ثم الفوز.
الطموح هو التعبير عن أهداف الإدارة واللاعبين معا من المشاركة في البطولة، وهذا يعني ببساطة أن يكون هناك هدفاً محدداً بوضوح كأن يكون المنافسة على اللقب أو على الأقل الحصول على المراكز المتقدمة، وبناءً على ذلك يتم وضع خطة للاستعداد والتحضير وتوفير متطلبات المشاركة المقبولة.
ولتحليل نتائج الذهاب بشكل أعمق، يقدّم الكابتن فكري الحبيشي وهو أحد نجوم الفريق السابقين الذين أفرحوهم سنوات عديدة ومنحوهم فرحة الألقاب تفسير يبدو مقنعا لجماهير العنيد وأنا واحد منهم.
يقول الهداف التاريخي للعنيد وهداف الدوري مرتين عن أسباب هذا الوضع “هناك عوامل كثيرة ومنها عدم تجهيز ملعب بمواصفات مناسبة لكي يتمرن فيه الفريق، حيث كان يزاول تمارينه في ملاعب سباعية مما أدى إلى ضعف عام بالمستوى وكذلك كان لتوقف الدوري العام لسنوات طويلة أثر في ذلك”.
وعلاوة على ذلك، يشير اللاعب الملقب ب”الثعلب” إلى أسباب أخرى مثل “افتقار الفريق للاعبي الخبرة، إذ أن أكثرهم من الشباب الذين يحتاجون إلى مباريات كثيرة وإعداد طويل المدى لاكتساب الخبرة والدخول في أجواء الدوري، بالإضافة إلى عدم التعاقد مع لاعبين محترفين ممتازين وأيضا التخلي عن لاعبين خبره كان لابد من وجودهم في الدور الأول”.
المشاركة في الدوري بحد ذاتها ليست هدف الشعب أيا كان مستواه، وهذا ما يعيد التذكير به الكابتن فكري لعل القائمين عليه يستشعرون عوضا عن التمسك بالأعذار الجاهزة والتي قد يكون بعضها صحيحاً.
يقول عن ذلك “العنيد لا يشارك من أجل المشاركة، لأنه صاحب صولات وجولات وبطولات يشهد له الجميع وأكيد أنه كان عينه على المقدمة ولكن هذا حال الكرة ولكل جواد كبوه”.
ما يحتاجه الفريق في مرحلة الإياب من وجهة نظره هو “الثقة بالنفس والحماس والأداء الرجولي والتفكير في الثلاث النقاط في كل مباراة والإخلاص للشعار الذي يرتدونه والإحساس أن النادي الكبير على شفى الهبوط وبعد الخروج من هذا المأزق لكل حادث حديث”.
والآن يُمكن الحديث عن الاتحاد الذي يلعب لحساب المجموعة الأولى التي أقيمت مبارياتها في العاصمة صنعاء إلى جانب أهلي صنعاء المتصدر ذهابا بعشر نقاط يليه الصاعد حديثا تضامن حضرموت بثمان نقاط ثم العروبة من أمانة العاصمة بست نقاط وهو نفس رصيد الاتحاد والهلال من الحديدة مع فارق الأهداف بين الثلاثة وبعدهم يأتي سمعون الشحر بأربع وأخيرا الصقر بلا رصيد لغيابه.
لقد فاز في مباراتين وخسر ثلاث من أصل خمس لعبها وسجل لاعبوه ثلاثة أهداف واستقبلوا أربعة، وهذه النتائج، تجعله أفضل من جاره باستثناء عدد الأهداف لصالحه، كما أن حظوظه للتأهل لنصف النهائي أقوى.
ومع ذلك، فقد كان بمقدوره تحقيق نتيجة أفضل كما يقول صادق وجيه الدين المسؤول الإعلامي للنادي، الذي يقسّم أسباب عدم حدوث ذلك إلى ما يُمكن اعتبارها أسبابا عامة يشترك فيها مع غيره مثل الاستعداد المتأخر بما في ذلك عدم خوضه أي مباراة ودية لعدم وجود ملعب مناسب في المحافظة للعب فيه مع أي فريق قادم من خارجها وكذلك عجزه المالي للسفر للعاصمة أو غيرها للعب مع أنديتها.
وهناك أسباب أخرى يضيفها مثل “ضعف خبرة بعض اللاعبين الذين تم إشراكهم سواء كأساسيين أو بدلاء في بعض المباريات، فضلا عن الضعف الهجومي وعدم ظهور خط الوسط بالشكل المناسب للربط بين الخطوط، إلى جانب عدم ثبات التشكيلة، وضعف الروح الجمعية لدى الفريق، إضافة لتفاوت القدرات والمهارات بين اللاعبين، كلها عوامل أفقدت الاتحاد أهم مقومات نجاحه خلال المواسم السابقة”.
لكن ورغم هذه الصورة القاتمة لمرحلة الذهاب، فهناك جوانب إيجابية حققها الاتحاد يمكن استثمارها في الإياب لتحسين وضعه وهذا ما يأمله جمهوره المتعطش للفرحة.
يقول الزميل صادق عن مؤشرات الأمل “لدينا بدائل جاهزة في المراكز كافة، وهناك مراكز يوجد ثلاثة في كلٍّ منها، بالإضافة إلى وجود عناصر شابّة واعدة، وفي مقدمتهم النجم الواعد “زيد الجرّاش”، ومعه “ناجي أبلان”، و”محمد شمس الدين”، و”عماد رزق”، إلى جانب تألق لاعبين أكبر منهم ومنهم لاعب الارتكاز الرائع “محمود فارع””.
ويتابع قائلا “تألّق الحارس أسامة مَكْرَف، كان لافتًا للأنظار، في معظم المباريات، وبخاصة في مباراة العروبة، وهذه نقطة تُحسَب للكابتن فوزي بامهيد، مدرّب الحرّاس، إلى جانب تماسك الخط الدفاعي الاتحادي، بقيادة المتميز إبراهيم حمنِّن ذي المستوى الثابت”.