نشر حاملة “طائرات مسيّرة” إيرانية.. هل ترتبط بعمليات الحوثيين؟! (تحليل خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ تحليل خاص:
بدأت سفينة حربية إيرانية مهمة في مياه المحيطات بعد إعلان جماعة الحوثي المسلحة بدء المرحلة الرابعة من العمليات البحرية التي بدأت في نوفمبر الماضي- حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن حاملة الطائرات شهيد مهدوي التي يشغلها الحرس الثوري الإيراني وصلت إلى المياه في نصف الكرة الجنوبي، على الرغم من عدم تحديد الموقع الدقيق.
عملية النشر الإيرانية بحد ذاتها يعتبر علامة فارقة هامة لأنه يمثل المشروع الأول لسفينة إيرانية تحت خط الاستواء، والنشر الأول لهذا النوع من السفن في مياه محيطات الجزء الجنوبي الذي يتكون من المحيط الجنوبي والمحيط الهندي ونصف المحيط الهادي ونصف المحيط الأطلسي. ويبدأ في المحيط الهندي من قبالة المياه اليمنية جنوب العاصمة الصومالية مقديشو.
وكانت إيران قد استدعت في ابريل/نيسان الماضي سفن حربية وسفن معلومات من البحر الأحمر وخليج عدن بمن فيها السفينة “بهشاد” التي يُعتقد أنها كانت تزود الحوثيين بمعلومات استهداف السفن.
فما الذي ستفعله حاملة الطائرات هذه في معركة الحوثيين؟!
ما هي “شهيد مهدوي”؟!
أعلنت إيران عن “شهيد مهدوي” حاملة الطائرات المسيّرة في مطلع 2023م، وهي في الأصل عبارة عن سفينة حاويات قديمة حُولت إلى سفينةٍ حربيةٍ يمكنها حمل الطائرات المسيرة ذات الأجنحة الثابتة وطائرات الهليكوبتر. كما تحمل صواريخ ومضادات جوية وردارات متقدمة. وهو ما يعزز قدرات الحرس الثوري على توجيه الضربات المتوسطة والبعيدة المدى بصورة كبيرة. حيث بإمكانها حمل مجموعة كبيرة من الطائرات المسيّرة التي انتجتها إيران واستخدمها الحوثيون خلال السنوات الماضية.
تمتلك هذه السفينة مجموعة متنوعة من الرادارات المتطورة مثل الرادار ثلاثي الأبعاد، وأنظمة الصواريخ، وأرض-أرض، وأرض-جو، ونظام خرداد الثالث وغيرها من أنظمة الاتصالات المتقدمة، وتعتبر من السفن الخاصة بالدولة. .
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشهيد مهدوي هي أول سفينة إيرانية مجهزة بصواريخ باليستية بعيدة المدى.
وبحسب سردار علي رضا تنكسيري، قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، فإنه بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، تم أيضًا تركيب صواريخ كروز بمدى 2000 كيلومتر تحمل اسم “قدر 474” على هذه السفينة.
ووسع الحرس الثوري مهمته من الخليج العربي ومضيق هرمز إلى البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي في السنوات الأخيرة، لذلك توجد تحت تصرفه عديد من السفن الحربية المنتشرة.
المخابرات وتهريب الأسلحة
إن إرسال إيران أول حاملة طائرات مسيّرة إلى أعالي البحار يعتبر تطوراً مهماً، تستعرض فيه طهران القدرات الاستثنائية في الحرب البحرية غير التقليدية والتي استثمرتها في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، تعد العوامل التالية ذات تأثير على اليمن وأمن منطقة شبه الجزيرة العربية.
أولاً: بعد مغادرة السفينة “بهشاد” من البحر الأحمر عقب التصعيد الإيراني/الإسرائيلي الشهر الماضي يحتاج الحوثيون إلى مصدر تزويد بالمعلومات الاستخباراتية لاستهداف السفن. وتعبر معظم السفن الدولية أعالي البحار للوصول إلى وجهتها. لذلك يمكن أن توفر حاملة الطائرات المسيّرة برادراتها المتقدمة مصدر جديد للحوثيين للحصول على المعلومات لاستهداف السفن.
ثانياً: يعد تسريع إيران عجلة تطوير واستخدام الطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجرات من على متن حاملة تنقلها عبر المياه إلى التهديدات التي تشكلها طهران على الأمن البحري للبحر الأحمر والخليج العربي.
إن وجود حاملة طائرات مسيّرة يهدد الأمن التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي التي تصدر النفط عبر أعالي البحار. إذ لطالما اعتمدت إيران على الحرب غير النظامية بمضايقة السفن التجارية في نقاط الاختناق البحرية الإستراتيجية القريبة منها كاستراتيجية لتهديد دول الجوار مثل ما حدث قبالة السواحل الإماراتية عام 2022م.
ثالثاً: لا يمكن استبعاد احتمال قيام إيران بإرسال حاملة طائرات مسيّرةقريبة من المنطقة لتزويد حلفائها مثل الحوثيين، وتجنب مراقبة مسارات النقل من الموانئ الإيرانية إلى اليمن مروراً بموانئ دول ثالثة أو نقلها عبر البحر.
توفر حاملة طائرات مسّيرة موجودة في عرض البحر فرص أفضل لنقل الأسلحة إلى الحوثيين. خاصة بعد أن عززت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مراقبة السواحل اليمنية والموانئ القريبة منها.
رابعًا: تعزيز الحرس الثوري وجوده في المياه النائية وتعزيز قدرات الاستهداف الاستباقي والانتقامي بعد تبادل الضربات مع إسرائيل الشهر الماضي يعتمد على الطائرات المسيّرة والوكلاء في المنطقة.
تسهل حاملات الطائرات المسيّرة هدفي الانتقام والضربات الاستباقية، ليس فقط على خصومها الغربيين مع تعقد مفاوضات العودة للاتفاق النووي، ولكن خصومها الإقليميين بالتأثير على تجارتهم.
طوال عقد ونيف رفعت إيران ميزانيتها للقوة البحرية، وخصصت موارد كبيرة لتعزيز قدرات الحرس الثوري في الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية ونقلها لوكلائها في المنطقة ومنهم الحوثيون. يمثل وجود حاملة طائرات مسيّرة قدرة أكبر لإيران لترسيخ نفسها كقوة إقليمية تساند أدواتها في الممرات البحرية.