حصري- الإمارات تعرض قاعدتها العسكرية في سقطرى على الولايات المتحدة.. والحوثيون يدرسون مهاجمتها
يمن موينتور/ سقطرى/ خاص:
يدرس الحوثيون شن هجمات على قاعدة إماراتية في جزيرة سقطرى، بعد أن عرضت الدولة الخليجية على الولايات المتحدة استخدام الجزيرة اليمنية لمراقبة السفن الإيرانية النشطة في المنطقة-حسب ما أفادت مصادر في صنعاء لـ”يمن مونيتور”.
ومحافظة أرخبيل سقطرى المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي تقع قبالة القرن الأفريقي (350 كيلومترا من اليمن، 230 كيلومترا من الصومال)، والأرخبيل يتكون من جزيرة كبيرة “سقطرى” وثلاث جزر صخرية أخرى: عبد الكوري، وسمحة، ودرسة.
وتقول مصادر “يمن مونيتور” في صنعاء إن أبوظبي بدأت منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دفع المزيد من الخبراء العسكريين والأجهزة والمعدات إلى جزيرة عبدالكوري حيث توجد قاعدة عسكرية إماراتية –إسرائيلية.
ويتهم الحوثيون منذ 2020م دولة الإمارات بطرد السكان القليلين في جزيرة عبدالكوري لبناء قاعدة عسكرية مع إسرائيل. في مطلع 2023 أشارت وسائل إعلام إسرائيلية (عبرية) إلى أن الإمارات وإسرائيل أكملتا بناء قاعدة عسكرية وعدد من مدارج هبوط الطائرات في جزيرة “عبد الكوري”.
يتفق ذلك مع مصادر “يمن مونيتور” في سقطرى التي أكدت أن الإمارات تدير بشكل كامل جزيرة عبدالكوري (ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل)، وأصبحت منطقة عسكرية مغلقة بعد أن طردت القوات الحكومية اليمنية التي كانت متواجده هناك مع أسلحتها مطلع 2023؛ ولا تستطيع الحكومة اليمنية الوصول إليها.
حصري- الإمارات تعرض قاعدتها العسكرية في سقطرى على الولايات المتحدة.. والحوثيون يدرسون مهاجمتهاhttps://t.co/YbipUCQmuD pic.twitter.com/gwuA3Uik7X
— يمن مونيتور (@YeMonitor) February 2, 2024
الهدف الإماراتي
وحسب المصادر في صنعاء فإن جهاز مخابرات عربي أبلغ الحوثيين أن الإمارات طلبت من الولايات المتحدة استخدام القاعدة العسكرية في عبدالكوري مع زيادة هجمات الحوثيين في مضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، والهجمات الإيرانية في المحيط الهندي؛ وهي تريد بذلك محاصرة موقف السعودية الرافض لاستخدام الأراضي اليمنية في التجاذب الدولي الحالي، خاصة بعد اتفاق ترعاه الصين بين المملكة وإيران مطلع العام الماضي.
وتشير المصادر من صنعاء إلى أن قادة الحوثيين والمستشارين الإيرانيين على إطلاع بالتحركات في جزيرة عبدالكوري، و”أن ردة الفعل ستكون على قدر التطورات”. وتخشى إيران استهداف ثلاث سفن تزود الحوثيين بالمعلومات موجودة في خليج عدن وإلى الشرق من جزيرة سقطرى.
ولا يعرف بَعد موقف الولايات المتحدة وردها. لكنها لم تثر الأمر مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بَعد -حسب مسؤول كبير في الحكومة اليمنية مطلع على اللقاءات الأمركيية مع الحكومة.
وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة ضربات جوية ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران والذين نفذوا هجمات متكررة على السفن في البحر الأحمر فيما يقولون إنه تضامن مع غزة. لكن هذه الحملات الجوية غير كافية لردع الحوثيين.
ويمكن للقاعدة العسكرية في عبدالكوري اعتراض الاتصالات بين السفن الحربية الإيرانية، ومراقبة تحركات السفن في المنطقة المحيطة بالبحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن وبحر العرب حيث حدثت هجمات الحوثيين والإيرانيين خلال الأسابيع الماضية. وإمكانية أكبر لاعتراض سفن تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين ما يحقق انجازات للقوات الغربية. وتقول إيران إنها تقوم بمراقبة مستمرة على جزيرتي عبدالكوري و”سقطرى”، وأن جميع تحركات القوات الإماراتية جنبًا إلى جنب مع القوات الأجنبية العاملة إلى جانبهم تحت المراقبة المستمرة.
ومن شأن حصول الولايات المتحدة على موطئ قدم في جزيرة سقطرى أن يراقب خطوط الشحن بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ وهو ما ستعتبره بكين وموسكو خطراً. ويزيد من تقاطع التدخلات الخارجية في اليمن ولا يعتقد أن الحكومة المعترف بها دولياً سترحب بهكذا قرار.
تحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.
وإذا ما نفذ الحوثيون تهديداتهم فستكون أول هجمات للجماعة المسلحة على جزيرة سقطرى منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء 2014م. إذ ظل الأرخبيل اليمني بعيداً عن الصراع الأساسي، عدا اشتباكات بين القوات الحكومية وتلك الموالية للإمارات.
ولم ترد الخارجية الإماراتية على طلب التعليق برسالة بالبريد الإلكتروني.
هوائيات ارسال
ولا يبدو أن الإمارات اكتفت بجزيرة عبدالكوري، إذ يشير مصدر في مطار حديبو (في المدينة التي تحمل الاسم ذاته وتعتبر عاصمة سقطرى)، إلى أن الإمارات نقلت أجهزة وهوائيات إذاعية منذ نوفمبر/تشرين الثاني. يشير مصدر آخر إلى أنه جرى تركيب هوائيات بطول يصل إلى 200 متر على تلال جبلية في سقطرى بحماية من المجلس الانتقالي الجنوبي.
أبلغ الخبراء الذين يقومون بتركيب الهوائيات أنهم فريق إذاعي متجول من الهاوين يستهدف الجزر النائية للقيام بإرسال إذاعي متقدم! حسب ما أفاد مصدر في السلطة المحلية لـ”يمن مونيتور”.
تشير المصادر في سقطرى إلى أن الأمر تكرر بدخول أجهزة مماثلة في فترات متفرقة عام 2022م.
ومنذ عام 2020، أصبح أرخبيل سقطرى تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو كيان انفصالي، تدعمه الإمارات العربية المتحدة.
وتحلق الطائرات الإماراتية ذهابًا وإيابًا إلى جزيرة سقطرى دون إذن من الحكومة اليمنية، بعد أن طردت أبوظبي المسؤولين اليمنيين المخول لهم إصدار التصاريح أثناء استيلائها على المحافظة. وفي فبراير/شباط 2023 فرض القائد العسكري الإماراتي (ابو راشد) صالح علي محسن أحد الموالين للإمارات رئيساً للهجرة والجوازات في المحافظة وهو ضابط صغير برتبة ملازم ثان.