غطاء “حرب القاعدة”.. كيف تهيمن الإمارات جنوبي اليمن؟!
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تُعلن بين وقت وآخر عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة جنوبي اليمن، من قِبل القوات المسلحة الإماراتية، عبر الوكالة الرسمية للدولة الثانية في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. لكن هيئة الأركان اليمنية لا تبدو متحمسة لتلك العمليات العسكرية.
خلال شهر فبراير/شباط الماضي أُعلن عن عمليتين عسكريتين الأولى “الفيصل” في مديريات الوادي بحضرموت والثانية “السيف الحاسم” في مديرية “الصعيد” بمحافظة شبوة. تقول القوات الأمريكيَّة إنها تشارك بوحدة صغيرة من القوة كمستشارين إلى جانب طائرات دون طيار ومعلومات مخابراتية للقوات الإماراتية والقوات الأخرى الموالية لها.
عملية “السيف الحاسم”
وقال مسؤول حكومي في شبوة لـ”يمن مونيتور” رفض الكشف عن هويته، إن العمليات العسكرية التي تعلنها الإمارات هي غطاء لتمدد قوات النخبة الشبوانية والسيطرة على باقي المديريات التي تخضع لإدارة الحكومة المعترف بها دولياً.
مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو بتنظيم الدولة، بل بالنفوذ والسيطرة على مناطق النفط والغاز في المحافظة النفطية والغازية.
وقال قائد عسكري ينتمي للجيش الوطني اليمني لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته إن الإمارات تتخذ من منطقة “بلحاف” حيث الميناء النفطي منطقة عسكرية مغلقة والأيام الماضية زارها رئيس هيئة الأركان الإماراتي دون إبلاغ السلطات اليمنية.
وأشار إلى أن عملية “السيف الحاسم” التي أعلن عنها نهاية فبراير/شباط الماضي لم تدور إلا مخيلة وسائل الإعلام الإماراتية واليمنية الموالية لها، وأن تنظيم القاعدة الذي انسحب العام الماضي إلى القرى والصحراء النائية بين شبوة وحضرموت وأبين يعيد ترتيب صفوفه وقوته مستغلاً كل تلك الأكاذيب.
وجاءت هذه العملية بعد ساعات من اتهام وزير النقل اليمني صالح الجبواني، خلال مؤتمر صحافي، الإمارات بإنشاء ميليشيات مناطقية لتفكيك البلاد بحجة مواجهة القاعدة الذي قال إنه “ينتشر في المحافظات المحررة كما لم تنتشر من قَبل”.
وكانت القوات الإماراتية قد أعلنت بالفعل خلال يناير/كانون الثاني 2017 تحرير مديرية الصعيد من تنظيم القاعدة دون قِتال.
فشل “يمن مونيتور” في التوصل إلى المسؤولين الإماراتيين للتعليق فيما ذكرته المصادر.
عملية “الفيصل”
في منتصف فبراير/شباط أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية عن عملية عسكرية في محافظة حضرموت (شرق) لمواجهة تنظيم القاعدة في وادي المسيني غربي المكلا، أطلق عليها “الفيصل”
وعلى عكس عملية “السيف الحاسم” فقد تحدثت مصادر عن وقوع 27 قتيل وجريح بينهم ثمانية جنود من قوة النخبة الحضرمية التابعة للإمارات، لكن تم السيطرة على الوادي خلال ساعات فقط.
وعلى غير عملياتها السابق لم يتم نشر صور ومقاطع فيديو للعملية العسكرية “الفيصل”، واكتفت وسائل إعلام إماراتية بنشر صور لأسلحة قيل إنه تم العثور عليها في وادي المسني تابعة للقاعدة.
لكن فرج البحسني وهو قائد المنطقة العسكرية الثانية ومحافظ حضرموت كان أشار إلى أن عملية الفيصل هي عبارة عن “عمليتين متزامنتين الأولى في وادي المسني غرب المكلا والثانية في وادي عمد”. وانقطعت أخبار التحركات في وادي عمد كما انقطعت في مديرية “الصعيد” بشبوة.
وشكك الصحافي اليمني عوض كشميم بشأن العملية العسكرية ومدى ضخامتها في صفحته على فيسبوك؛ وتم اختطافه من قِبل “النخبة” إلى جهة مجهولة منذ أسبوعين.
وقال مصدر حكومي في حضرموت لـ”يمن مونيتور” إن “النخبة الحضرمية” تطمح للسيطرة على مديريات وادي حضرموت وطرد المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجيش الوطني بحجة أن معظم القوة من المحافظات الشمالية. وتدعم السعودية القوات الحكومية اليمنية.
واعتبرت مجلة “الايكنوميست” البريطانية في تقرير نشرته بعدد فبراير/شباط أن صراعاً بين الإمارات والسعودية على النفوذ في اليمن بدأ يظهر بشكل دائم في عدن وحضرموت.
غطاء مكافحة القاعدة
في تقرير حديث لفريق خبراء الأمم المتحدة في اليمن تم تسليمه لأعضاء مجلس الأمن نهاية يناير/كانون الثاني الماضي فإن قوات النخبة الحضرمية لا تتبع الأوامر القيادة العسكرية اليمنية وتتبع القيادة العسكرية للإمارات كما هو الحال بالنسبة لقوة النخبة الشبوانية والحزام الأمني.
وقال التقرير الأممي إن الإمارات تستخدم هذه القوة لزيادة نفوذها وسيطرتها في المناطق المحررة وخصوصاً المناطق النفطية مثل شبوة وحضرموت أو الموانئ مثل عدن والمخا إلى جانب المكلا والموانئ الصغيرة والنفطية في شبوة.
وتُتهم هذه القوات “شبه العسكرية” بتقويض نفوذ الحكومة اليمنية، إلى جانب ارتكاب انتهاكات عميقة لحقوق الإنسان وتم إنشاء سجون سرية تابعة لهذه القوة وتديرها الإمارات حسب ما أشارت منظمات حقوقية دولية وتحقيق لوكالة اسوشيتد برس الأمريكية نشر في يونيو/حزيران 2017. حيث تعرض الآلاف من المعتقلين كانت لهم تعاملات مع القاعدة أثناء إداراتها لعدة مدن جنوبية للتعذيب الشديد في تلك السجون. وفشلت أبوظبي في درء هذه التهم التي ألقيت عليها وعلى القوات الأمريكيّة بالرغم من إنكارها بناء سجون وقواعد عسكرية سرية في اليمن.
من جهته أكد تقرير لمركز مكافحة الإرهاب الأمريكي صدر في فبراير/شباط الماضي، أنه وفي الوقت تعتمد فيه الجهود الإماراتية لمكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية اعتمادا كبيرا على مقاتلي السكان الأصليين، فإن جهودها ضمن التحالف يقول اليمنيون إنه “احتلال”.
وقال التقرير: إن النفوذ المتزايد للإمارات واعتمادها على نخب اختارتها لتقف معها يثير بالفعل الكثير من النقاش من قِبل جميع أطراف الصراع. وبالرغم أن أبوظبي حرصت على تقليل قواتها في اليمن إلا أن اليمنيين يثيرون حديثاً عن نيّة القوات الإماراتية البقاء هناك إلى الأبد كقوة “احتلال”. وقد أثارت قصص عن احتلال دولة الإمارات لجزيرة سقطرى وخططها لبناء قاعدة عسكرية هناك ردود فعل غاضبة للعديد من قطاعات المجتمع اليمني.
وخلّص التقرير إلى أن الأخطاء التي ترتكبها القوات الإماراتية والموالية لها واستنادها على مطالب الانفصال يسهم في تفكيك اليمن، وهو ما يجعل تنظيم القاعدة يستغلها لإعادة قوته ونفوذه بشكل سريع.
فبدلاً من مكافحة القاعدة واستخدامها كغطاء تنخرط القبائل اليمنية في تأمين وجود القاعدة للدفاع عن مناطقهم من الاحتلال الإماراتي- قال صحافي يمني يعمل بين شبوة وحضرموت لـ”يمن مونيتور”.
المزيد..
كيف يدعم ظهور الإمارات كقوة “استعمارية” في اليمن تنظيم القاعدة؟.. (تقرير أمريكي) يجيب
ما الذي يمكن لتقرير خبراء مجلس الأمن تغييره في خارطة “الفوضى اليمنية”؟! (تحليل خاص)
(موقع بريطاني) الإمارات تؤسس لإمارة ثامنة جنوب اليمن